ماجد الداعري
هل انتصرت روسيا اقتصاديا على الغرب؟
لعلكم تتذكرون أحبتي، حينما قلت لكم ، في بداية الحرب الروسية المصيرية المستمرة على أوكرانيا، ان العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوربية المبالغ فيها ضد روسيا، ستنعكس سلبا على تلك الدول الفارضة لها، أكثر من روسيا..
وكان هذا ماحدث اليوم بالفعل!
وانظروا كم وصل سعر الجالون او الصفيحة البنزين في أمريكا ودول أوروبا وإلى كم قفزت اسعار الغاز عالميا وقارنوا بين ما خسرته روسيا من تلك العقوبات وما تخسره حتى اليوم أمريكا وتلك الدول الأوربية التي لحقت بعدها في فرض عقوبات عبثية على شعوبها باعتبارها عقوبات ضد الروس وتضامنا مع أوكرانيا التي تدمرت عسكريا واقتصاديا وانهارت كل بنيتها التحتية وهي تحارب روسيا وحيدة بالوكالة عن أمريكا والنيتو واطماعهم ومخططاتهم العدوانية الاستباقية على الروس، وكان لزاما عليهم التصدي لها ووأدها في مهدها وباي ثمن ولو كانت بحرب الاجتياح الكلاسيكية المعتادة على الأرض كما هي جارية للشهر الثالث وقد تستمر لسنوات بفعل الدعم الأمريكي الغربي المالي والعسكري المستمر وغيرالمسبوق لصمود كييف واطالة حرب تدميرها الشامل لالحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر لموسكو.
لن أقول ان الروس كسبوا المعركة عسكريا بالكامل في اوكرانيا.. لكنهم حققوا أكثر من ثلثي أهدافهم التدميرية المرسومة للقدرات العسكرية والنووية الاوكرانية والاقتصادية حتى اليوم.
بينما نجح الرئيس بوتين في إدارة المعركة الاقتصادية الاهم بكل كفاءة وحكمة وبراعة فاقت حتى التوقعات، بعد أن نجح في إجبار الدول الأوربية المستوردة للغاز والنفظ الروسي بالدفع بالروبل بدل الدولار واليورو لإنقاذ الاقتصاد الروسي من الانهيار المرسوم واعادة الاعتبار لقيمة العملة الروسية التي هوت بداية الحرب إلى حدود ١٢٠ روبل للدولار بينما وصل تحسن صرف الروبل اليوم الي حدود ٥٠ روبل للدولار الذي يتكبر خسائر عالمية كبرى غير مسبوقة في ظل رضوخ اغلب الدول والشركات الأوربية لدفع قيمة واردات الطاقة الروسية بالروبل الروسي لأول مرة بالتاريخ، مايعني ان القيصر الروسي قد نجح فعلا في تجاوز أكبر خطر غربي كان يهدد بلاده وفرض قواعد تعامل جديدة على النظام المالي العالمي لن تكون فيه الهيمنة المطلقة بعد اليوم للدولار واليورو فقط على أسواق التعاملات التجارية العالمية وإنما سيكون للروبل حضوره العالمي المستمد من حجم وقوة الصادرات الروسية إلى العالم اجمع والتي راهن عليها الرئيس بوتين ونجح أكثر من رهان أي زعيم روسي سابق على القوة العسكرية فقط، حسب تقديري المتواضع على الأقل.
وللعلم أيضا فقد فشلت كل الخيارات التي حاولت أمريكا البحث من خلالها عن حلول لمواجهة ارتفاع اسعار النفط والغاز ولم تجد غير التهديد باحياء مشروع قرار نوبك القديم المتجدد والذي سبق وأن رفضه النواب الأمريكي بعهد بوش الاب ويرفضه حتى وزير الطاقة الأمريكي لمعرفته ان عواقبه ستكون اغراق الإسواق بالنفط في حال تخلت دول أوبك عن الالتزام بالحصص الإنتاجية المحددة لكل دولة، كما يدعو مشروع الفرار الأمريكي المتعثر الذي سيضرب مصلحة أمريكا أكثر من غيرها كونها من اكثر بلدان العالم إنتاجا واستتهلاكا للنفط، وأي انخفاض لأسعاره عالميا يضر بالدخل القومي الأمريكي أكثر من أي دولة أخرى.
#روسيا_تنتصر_اقتصاديا_على_الغرب