ابو مرسال الدهمسي

قصة عظيمة تحكي الواقع اليوم وحكم الإنجليز في تحقيق النجاح لبلادهم !!

قيل ان اﻹنجليز عندما قرروا منح احدى الدول العربية استقلالها وبدأت مرحلة سحب قواتهم .. كان أحد خبرائهم من اﻹدارين بسرايا المندوب السامى جالساً علي كرسيه خارج مكتبه فخطرت له فكرة فنهض من الكرسي وسحب برنيطته (الكاب) من رأسه ووضعها فوق أعلى نافذة من نوافذ القصر ثم عاد وجلس علي الكرسي و نادى مجموعة من الموظفين والعمال العرب المتواجدين داخل سرايا المندوب السامى وقال لهم( هناك جائزة فوق البرنيطة او الطاقية في أعلى النافذة والجائزة لمن يستطيع الوصول اليها، تدافع الموظفين والعمال وكل واحد منهم يطمع في الفوز بالجائزة …
كان التنافس بينهم محتدماً والرجل اﻹنجليزي يراقبهم،.. وقد لاحظ أنه كلما صعد او اقترب واحد منهم من البرنيطة (الكاب) امسك البقية برجليه وسحبوه إلى اسفل ومنعوه من الوصول للهدف…
تكرر المشهد طوال مايزيد عن الساعة، بعدها اوقفهم الرجل اﻹنجليزي منهياً تنافسهم.. ثم صعد وتناول البرنيطة (الكاب) بعصاته… ثم التفت اليهم قائلا:-( أنظروا ليس هناك جائزة وإنما هو إختبار لكم وللاسف فشلتم فيه.
ودعوني أقول لكم نحن سنذهب ولكنكم لن تنجحوا في إدارة بلدكم والدليل فشلكم في هذا اﻹختبار البسيط..
اتعرفون لماذا ؟؟!! ﻷنكم تتعاونون على التعطيل ولاتتعاونون على تحقيق النجاح. لو كان هذا اﻹختبار لنا نحن الانجليز كنا جلسنا اولاً واتفقنا على اختيار واحد منا يصعد ويصل الى الهدف ثم نتعاون جميعاً في مساعدته حتى يصل البرنيطة (الكاب) ويستلم الجائزة وينزل ليوزعها بيننا بالتساوي)..
هذه حقيقة تلخص واقعنا اليوم بمنتهى الدقة.
هذا الواقع فى كثير من الدول يكشف صدق كلمات ذلك اﻹداري البريطاني، إذ وبعد سنوات طويلة من الاستقلال لا زلنا نجيد تعطيل بعضنا البعض وتعطيل تنمية وتطور الوطن..
نحن جيدين كأفراد ولكننا كشعب وحكومة لم نتعلم كيف نتعاون من اجل تحقيق النجاح، وتنمية الوطن.

إن اختبار الرجل البريطاني بمقر المندوب السامى قبل اﻹستقلال ما زال يلازمنا، طوال هذه الحقب منذ اﻹستقلال وحتى هذه اللحظة.
يجب أن نتعلم من أخطائنا ومن الإنجليز..
علينا أن نتعلم كيف نتعاون جميعا لإعادة بناء الوطن على أسس علمية صلبة …

كاتب هذه القصة الأستاذ محمد حسنين هيكل هذا الرجل كان وزير في حكم جمال عبدالناصر ومحلل سياسي وعسكري كبير مصري رحمة الله عليه خير ماكتبه .
نالت إعجابي القصة فقمت بنقلها لكم، ونتمنى تنال إعجابكم كذلك، والاستفادة منها ومن خبرات الإنجليز، والتعاون لأجل الوطن وتحقيق النجاح الذي لن يكون إلا بالتكاتف جميعاً وتقديم المصلحة العامة ومصلحة الوطن والشعب والقضية فوق كل المصالح الأخرى وفوق كل الإختلافات !!.

مقالات الكاتب