صالح شايف

تعددت الأطراف والأهداف وللجنوب مشروعه وهدفه

قلناها أكثر من مرة بأن تعدد الأطراف الفاعلة في المشهد اليمني العام داخلية وخارجية وتعدد أهدافها ومشاريعها السياسية وغير السياسية؛ التي تجابه بعضها حربا وبكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة؛ قد جعلت من الوضع القائم أكثر تعقيدا وتشابكا؛ الأمر الذي شوش على الناس قدرتهم على فهم ما يجري في بلدهم وحولهم؛ وكيف سيكون مصيرهم ومستقبلهم. ولذلك لم يعد بمقدورهم التمييز بين الألوان أو حتى فصلها عن بعضها؛ وبالتالي عدم قدرتهم على فهم بعض الحقائق المرتبطة بالأحداث والتطورات المتسارعة؛ أو إلى أين ستذهب الأمور وكيف ستكون مآلاتها ونهاياتها المحتملة؛ ناهيك عن غياب اليقين أو التصديق بما يقال لهم أو يعلن عن هذه القضية أو تلك بسبب تعدد هذه الأطراف والمشاريع والأهداف التي تتبناها؛ أكانت داخلية أو خارجية؛ وكلا منها يسوق روايته وتوصيفه لها ويقدم نفسه بأنه صاحب الموقف الصائب والرأي السديد وبأنه يدافع عن حقه وحقوقه وغيره على النقيض من ذلك !!

 

إن وضع كهذا يمثل حالة مثالية للتهرب والهروب من تحمل المسؤولية وتعويم الأخطاء وخلط الأوراق؛ ريثما يتمكن كل طرف منها للوصول لغاياته وأهدافه حتى وإن كان ذلك على حساب الناس ومعاناتهم وتضحياتهم وبؤسهم وإبتعاد المستقبل عنهم وضياع سنوات وعقود من أعمارهم.

 

وفي خضم كل ذلك يبقى عنوان الجنوب وقضيته الوطنية هو العنوان الأبرز والأكثر وضوحا وحضورا على ساحة المشهد العام؛ لأن مشروعه واحد وهدفه واضح؛ حتى وإن حاول أعدائه إنكار هذه الحقيقة أو القول إن للجنوب مشاريع وليس مشروعا واحدا؛ ورغم كل محاولات تهميشه أو القفز على الحقائق التي صنعها بتضحياته العظيمة المتعددة الأشكال؛ وبصموده وصبره الذي تجاوز كل حدود الصبر.

 

ومن هذا المنطلق فإن الضرورة الوطنية تستدعي من الجميع الإرتفاع إلى مستوى المسؤولية التاريخية وتجسيد الموقف الذي يليق بالجنوب وقضيته الوطنية العادلة التي دفع ثمنا غاليا في سبيلها؛ وهو ما يتطلب تعزيز النجاحات الوطنية المحققة عبر المزيد من رص الصفوف وتعزيز سيطرتهم على أرضهم وتخليصها من القوات الجاثمة عليها وإجبارها على التحرك إلى حيث ينبغي أن تكون؛ وتعود إلى مناطقها لتقاتل الإنقلابيين إن أراد من يقودها حقا تحرير الشمال!!

فالجنوب وأهله لن يقبلوا بعد اليوم ببقاء هذه القوات على أرضهم وحان وقت رحيلها ودون إبطاء تجنبا لما هو أسوأ ؛ وعلى التحالف العربي تقع مسؤولية كبرى في هذا الإتجاه إن هو أراد فعلا هزيمة المشروع الإيراني في اليمن وصولا لإيقاف الحرب والوصول إلى محطة التسوية السياسية وفي أقرب وقت ممكن !

مقالات الكاتب