صالح أبو عوذل

سبأ فون وقصة الصراع في عدن

خلال الأشهر الماضية تحدثنا في سلسلة تقارير وفي برنامج الوجه الآخر على قناة الغد المشرق، عن خفايا نقل شركة سبأ فون من صنعاء الى عدن، وحاولنا الإجابة بأدلة على "السر وراء نقل الشركة من صنعاء، او انقسامها بين صنعاء وعدن"، وهل سبأ فون عدن، منفصلة عن سبأ فون صنعاء؟.

بمعنى أن حميد لم ينقل الشركة سبب خوفه من تجسس الحوثيين على الإتصالات.

القصة كلها استثمار في إستثمار، واستحواذ على عدن في قطاع الاتصالات الحيوي والهام، بدلا من أن تأتي شركة جنوبية، بعد تزايد المطالب بذلك خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت عدن مؤخراً، شافوا أن في خطر من إنشاء شركة إتصالات جنوبية، لأنهم يعتبرون ذلك تهديدا لهم، وقدهم يريدوا إفشال عدن نت مع أن مواردها تذهب اليوم إلى جيوبهم.

قالوا الجنوبيين يمتلكون مبررات إنشاء شركة اتصالات، خاصة وان نقل يمن نت من صنعاء إلى عدن كارثة عليهم، وفضلوا ان تبقى بيد الحوثيين.

حميد الأحمر فكر وقال أنا بنقل سبأ فون عدن، وبأعلن فك ارتباط بصنعاء، قال له بن دغر.. كيف؟.

حك الاحمر لحيته، سيب الأمر علي.

قال له بن دغر بس انت مكروه في الجنوب، والناس ما تطيق تشوف صورتك.

قال حميد "خل الأمر علي، لا تشيل هم، وقع لي هنا وبس، ووقع بن دغر وبدأ الاحمر يؤسس للشركة في عدن، بنفس الهوية والرقم والنظام وكل شيء، يعني ولا اي جديد، وحتى نفس الفرع للشركة قبل الحرب.

بن دغر اتصل على العيسي وبعض الهوامير، وسفير دولة شقيقة قال لهم في شركة اسمها واي واصحابها فشلوا وبايبيعوا تعالوا نشتري، راحوا اشتروها، بس حصلوا أن الأوراق لم تكتمل، بس هم قرروا تجاوز اي عراقيل أو مشاكل قانونية باعتبار أنهم الدولة والسلطة، بس السلحفة التي اتخذوها شعارا ترويجيا للشركة لا تزال مبطوحة على ظهرها، وشركة واي واجية بس حتى وإن اشتغلت لن تنجح، ليس لأنها مرتبطة بأشخاص قد يختلفون، ولكن لوجود مشاكل في اوراق الشركة المشتراة، واي.

ذات مرة سألت مسؤول محلي عن شركة سبأ فون، قال لي "قطاع الاتصال يتحكم به الحوثيون من صنعاء، والذي حصل وهو أقرب ان المستثمرين لشركة سبأ فون أرادوا اقتسام الشركة، وكل واحد يشل نصيبه، لأنه لم يحدث أي تغيير، الأرقام نفسها، والشعار الشركة هو نفسه".

زرت مقر الشركة مرتين، أخر مرة سألت عن ان كانت الشركة توفر خدمة انترنت، بعد انقطاع الانترنت عن اليمن، فقال لي أحدهم "ان سبأ فون توفر انترنت لأنها تتزود عن طريق بوابة عدن نت، وليست يمن نت".

خرجت وانا أتذكر معلومات قالها لي صديق خبير في الاتصالات والانترنت، حين زار عدن، كان يومها خدمة عدن نت مفصولة بفعل انقطاع الكابل (كما قيل حينها)، قال "الواضح ان عدن نت تواجه مشاكل الهدف منها افشال الشركة".

رحنا نبحث في البنية التحتية للشركة وجدنا انها قائمة أبراج سابقة تمتلكها وزارة الاتصالات اليمنية، قد يقول البعض ان عدن نت، حكومية؟.

ايوه نعم يفترض انها حكومية، بس هي ليست حكومية حتى الآن، بمعنى انها لم تصبح حكومية بشكل كامل كشركة لها ادارتها، فحتى موارد الشركة لا تذهب الى خزينة البنك المركزي، بل تذهب الى جيوب منظومة فساد معروفة في الرئاسة.

خلال الشهر الماضي والجاري، تعرض أحد أبراج شركة عدن نت لتخريب متعمد، أجريت اتصالات بشركة عدن نت استفسر عن سبب الانقطاعات المتكررة، أخبرني صديق عن موظفي شركة يمن موبايل، قاموا بتخريب "الماطور"، وتكرر الحادث أكثر من مرة.

صديقي اخبرني ان عدن نت تفكر في وضع برج أخر منفصل عن يمن موبايل حتى لا يتعرض مرة أخرى للتخريب، متهما شركة يمن نت باستهداف عدن نت.

طبعا هناك صراع محموم على الاتصالات والانترنت، لأنها مشاريع استثمارية كبيرة وقوية والجميع يريد يأخذ نصيبه، بما في ذلك سفير بلد جار.

طيب ما علاقة توزيع شركة سبأ فون بكل هذه؟ شركة سبأ فون تريد تكسب بعض الأطراف خاصة بعض الشخصيات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، فلو حصل أي تنافس او انهارت شركة عدن نت، تكون سبأ فون جاهزة لشراء املاكها كاملة، ولدى الشركة من يساعدها على تسهيل بعض الإجراءات.

يفترض ان لا تفشل عدن نت وان تظل الشركة تعمل ففي نهاية المطاف هي شركة ستؤول حق وطني مكتسب من ثروات عدن والجنوب، وبدلا من الانجرار وراء صراع الاستثمارات ان يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بتشغيل "شركة عدن موبيل"، للهاتف النقال التي هي شبه جاهزة.

وكان يفترض ان تكون جاهزة قبل سنوات من اليوم، لولا عرقلة بعض قوى النفوذ والتي اسماها لي ذات اليوم الوزير لطفي باشريف بحميد الأحمر وبعض قوى النفوذ الشمالية.

#صالح_أبوعوذل

 

مقالات الكاتب