صالح علي الدويل
الاخوان ...اعادة تموضع
يقول الاخواني حسام تمام في كتابه
"لماذا تخلف المسلمون؟ ":
"لمن لا يعلم فالجماعة لديها اقوى جهاز اختلاق ونشر شائعات في مصر!!!"
يختلقون الاشاعات وينشرونها ضد مخالفيهم ثم يقولون: لا تنشروا ثقافة الكراهية وحدّوا الصف!!
تموضع الاخوان قبل الاقالة ليس تموضعهم بعدها، فقد جدّ في الساحة متغيرات تفرض تحديث استراتيجيتهم في التعامل مع اعدائهم محليا واقليميا ومع الحاضنة المجتمعية التي يستهدفها خطابهم فانحناء مابعد الاقالة سوف ينقل التحدي الى مجالات اخرى وسيعملون على متناقضات او يصنعونها
ستجد من يبرر انهم خرجوا من السلطة المحلية وكفى، لكن هذا تبرير ناقص لتنظيم حركي فهناك حقيقة لايمكن القفز عليها وهي ان الخلاف مع الاحزاب الايديولوجية غير الخلاف مع الاحزاب السياسية فالاول حتى لو خرج فلا يسمح بأية نقطة التقاء لانه يعمل على قاعدة البيعة والثاني لو خرج فانه يسعى الى نقاط التقاء لانه يعمل على قاعدة اخرى
ضمن اعادة التموضع:
فان بعض سياسييهم الحركيين سيتموضع بالموضوعية في ما يطرحونه او يغردون به او يصرحون به او ينقلونه وسيغازلون العمالقة والتحالف وسيتناسون الامارات المحتلة...الخ بهدف اظهار شراكة في انتصاراتها والفرح بها والأهم منع التحالف من تحديث اي استراتيجية بدونهم
لكن هذا بمثابة راس جبل الجليد في اعادة التموضع
يقابلهم فئة عريضة يمكن تسميتهم:
"عمال المنطقة الرمادية ":
ومهمتهم تتنوع بين ابتداع او تضخيم اي تجاوزات في معارك العمالقة تارة بنسبها لهم وتارة باختلاقها وان افراد من الانتقالي اخترقوا العمالقة وقاموا بها ويشيعون الاشاعات في الفضاء الاليكتروني وتضج حملاتهم حتى بالاسفاف ناهيك عن الحقد وزرع الاحن وينسبونها للانتقالي او لاولاد "طحنون" كما يصفون الامارات وكذا التشكيك في دعم التحالف للجبهات طيلة سنوات الحرب انه لم يكن جاد مثلما اعطى العمالقة!!! ثم يتحللون: بان هذا تواصل اجتماعي لا سيطرة عليه لاحد!! لكن الرد او التوضيح او تحديد من المستفيد؟ فيعتبرونه ثقافة كراهية وتفتيت للصف!!
دور "المنطقة الرمادية" يقوم على توتير العلاقة بين الانتقالي والسلطات المحلية من قبيل "شبوة حزبنا" فهذه اكذوبة واعادة انتاج لشعارهم الذي قتلوا وقمعوا به
يريدون شبوة للجميع الا مشروع استقلال الجنوب!! ولكن لانها للجميع فلجماهير الاستقلال حقها في التعبير عن مشروعها وليس قمعها بحجة ان "حزبنا شبوة" كما فعلوا
او من قبيل توتير العلاقة بين أي نشاط للقيادة المحلية للانتقالي واي تعبير عن القضية الجنوبية سيجعلونه تحدي للمحافظ!!، فيريدونه ان يتعامل معها بالقمع الذي مارسوه ضدها؛ بل سيجعلون العلم تحدي له في محاولات منهم ان يكون شرطة قمع وامتداد لقمعهم حتى يقولوا: انظروا ماهو الفرق؟ نفس القمع !! نفس المنع!! لكنه اذكى من استدراجهم
او بتوتير العلاقة بين الانتقالي والمؤتمر او الانتقالي والعمالقة او الانتقالي والتحالف لتضليل اي تحديث لاستراتيجية التحالف التي بدأت ملامحها تتضح بعد دخول العمالقة بيحان وسيكون ذلك عبر حملات تشويش وتشويه ووضع تصريحات او تغريدات مفبركة منسوبة لاعدائهم يقوم بها افراد وجماعات من مغرديهم ومغرضيهم ونشطائهم والبعض تجمعهم بهم عداوة الانتقالي ومهمتهم توزيع الحملة العدائية وتعميقها وتعميمها ضد اعدائهم
هذه الفئة كانت قبل الاقالة خط دفاع وتبرير وترويج لسياساتهم ثم يحتمون بالقول: مالنا علاقة نحن نشطاء ننقل ما نرى او ما نعتقد بحيادية!! بينما مواقفهم مكملة للقمع الذي مورس!!! وسيقومون بنفس الدور ضد من يريدون لهم ان يكونوا "شقاه ضده"