وضاح بن عطية
بيحان تغير استراتيجية الحرب
أعلن الإنتقالي في أغسطس ٢٠١٩م التزامه بالهدنة ووقف إطلاق النار من أجل إنجاح الحوار الذي ترعاه السعودية بجده ولكن أعداء الجنوب استغلوا ذلك وتحركوا بدعم من الحوثي حتى وصلوا شقرة .
انتظر الجنوبيون سنتين لتطبيق اتفاق الرياض ولكن الإخوان يرفضون والآن يتم التطبيق بالقوة .
أي قوة تعرقل تطبيق إتفاق الرياض وترفض الانسحاب من الجنوب أكانت في شبوة أو وادي حضرموت أو شقرة أو المهرة ولم تذهب إلى مأرب لمقاتلت الحوثي سيتم سحقها باعتبارها قوة معادية متخادمة مع الحوثي وتنتظر وصول الحوثة لكي تردد الصرخة كما تلك التي سلمت بيحان .
وفي العودة إلى عنوان المقال فإن من البديهي على القوات الجنوبية أن لا تقاتل خارج حدود الجنوب إلا إذا خرجت قوات الغزاة من كل الجنوب هذا أولا وثانيا إذا انتفض أهل المناطق الشمالية وشكلوا بيئة حاضنة للمقاومة كما حصل في شبوة وثالثا إذا تقدمت الصفوف القوات التي تنتمي لتلك المناطق سيشكل الجنوبيون دعم وإسناد لهم .
لقد انصدم الجنوبيون عندما دخلوا أكثر من ٤٠٠كم في الشمال بالساحل الغربي وقدموا آلاف الشهداء والجرحى حتى وصلوا إلى أمام ميناء الحديدة فقامت قوى النفوذ بعقد هدنة ستوكهولم مع الحوثي وانقذوا الحوثي بعد أن أوشكت قوات العمالقة الجنوبية أن تقطع شرايينه تحت ذرائع واهية لا يقبلها العقل والمنطق .
بعد مؤامرة الشرعية مع الحوثي ضد القوات الجنوبية والتحالف في اتفاق ستوكهولم وبعد معارك وهمية في مأرب والجوف استمرت سنوات دون إحراز أي تقدم اتضحت الصورة أن عشرات الألوية التي بنوها هناك كان هدفها غزو واحتلال عدن وتبين ذلك عندما انسحبوا من نهم وصرواح والجوف وتحركوا حتى تم صدهم في شقرة .
كل تلك الأحداث كونت أدلة دامغة عند قوات العمالقة وعند كل القوات الجنوبية وعند الشعب الجنوبي وحتى عند التحالف العربي وبعض القوى اليمنية على أن الإخوان المسيطرين على الشرعية يعملون وفق أجندات واحدة هم والحوثي وان التخادم بينهم هو سبب إطالة الحرب وسر صمود الحوثي وان استمرار ذلك التخادم سيؤدي إلى سيطرة الحوثي على شبوة وتهديد الملاحة الدولية في بحر العرب وجر المنطقة إلى الفوضى .
من الواضح أنه بعد عرقلة الإخوان لاتفاق الرياض وبعد تسليمهم بيحان للحوثي تغيرت استراتيجية الحرب عند التحالف وحدث التناغم بشكل كبير بين شعب الجنوب والتحالف والعمالقة وكل القوات الجنوبية والانتقالي نتج عن ذلك عملية تحرير مديريات بيحان بسرعة خاطفة ومن الواضح أن المعركة ستتجه الآن نحو تحرير وتأمين شبوة ووادي حضرموت والمهرة .
الكرة الآن في ملعب القوى اليمنية المتسلطة إما أن تقنع من الطمع والجشع ونهب الثروات وان تترك الجنوب ليحكمه أهله وتذهب لتحرير الشمال من الحوثي والكل تحالف عربي وجنوبيين سيكون سند وداعم لها وإما أن يتم قلعها إلى مزبلة التاريخ والطمع مهلكة ولا يصح إلا الصحيح .