مَن يخَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
د. وليد ناصر الماس
لا قلق اليوم من الممارسات السعودية العابثة، الرامية لإعاقة طموحنا في البسط على كامل الجغرافيا الجنوب...
لا قلق اليوم من الممارسات السعودية العابثة، الرامية لإعاقة طموحنا في البسط على كامل الجغرافيا الجنوبية، مهما تزايدت تلك التهديدات والتدخلات، وارتفع سقف الشروط والمطالبات، تبقى حضرموت عنصر أساسي وحاسم في معادلة الصراع الراهن.
نحن أمام مشروع استراتيجي، يتمثل في استعادة دولتنا، بعد عقود من النضال والتضحيات الجسام، التي قدمها شعبنا الجنوبي المظلوم.
بقاء حضرموت تحت هيمنة قوى معادية، يسهم في تأخر تحقق الهدف الوطني الذي يتطلع جميع أبناء الجنوب لبلوغه، والخلاص من براثن الوجود اليمني وما جره من تبعات.
ندرك اليوم حجم التحديات التي تقف في مواجهة مشروعنا الجنوبي، فكلما اقتربنا أكثر من نيل حقوقنا كلما زادت العقبات التي يصنعها الخصوم، بذلك علينا اليوم أن نكون أكثر صلابة وقوة من أي وقت مضى، في مجابهة مجمل التهديدات، فليس هناك ما هو أغلى من الوطن، الذي يأمن فيه الإنسان على حياته وماله ودينه، لذلك ما من شك فالتراجع عن الإنجازات المتحققة، والعدول عن القرارات والمواقف الأخيرة يعد من ضروب الخيال، علاوة عن ذلك تحتم الضرورة تمتين علاقتنا مع القوى الدولية الفاعلة، في زمن ترتكز فيه القوة على عنصر التحالفات، لدينا اليوم في الجنوب حليف إقليمي قوي، يمتلك المال والسلاح، ولديه نفوذ في الداخل، وعلاقات واسعة مع الخارج.
تبحث الرياض حاليا عن تطمينات من الجنوبيين عن مصالحها في هاتين المحافظتين أعني (حضرموت والمهرة)، باعتبارهما عمقا استراتيجيا لأمنها القومي، وهذا ما نتوقع حدوثه قريبا. حسب بيان الخارجية السعودية الأخير، لدى الرياض تحفظات على أكثر من صعيد، وترغب في تسليم الأرض لقوى تدين بالولاء المباشر لها، لكن ليس هناك من هو أفضل وأقدر من أبناء الجنوب على تطمين الإقليم والعالم حفاظا على المصالح المشتركة، إذ يهدف مشروعنا لبناء دولة مستقرة، تساهم في حفظ الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما.