مرحبا دولة الجنوب العربي
محمد الدليمي
بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن سيطرته التامة وفرض حالة الامن والاستقرار على كامل تراب جنوب...
لم يكن ما تحقق في حضرموت والمهرة مجرد مكاسب أمنية أو انتشارٍ للقوات الجنوبية فحسب، بل هي مرحلة مفصلية في إعادة رسم معادلة القوة في الجنوب. لقد أدرك الجنوبيون أن الأمن يبدأ من المناطق الشرقية، وأن السيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية تمثل حجر الأساس لحماية عمق الجنوب وسيادته على البحر والحدود والثروات.
في حضرموت، استطاع أبناء الجنوب أن يحوّلوا المحافظة من ساحة اضطراب إلى نموذج للأمن والاستقرار. انتزعت القوات الجنوبية حقها في حماية الأرض، فانهارت أوهام المشاريع التي أرادت أن تبقي حضرموت خارج القرار الجنوبي. واليوم أصبحت حضرموت –بموقعها وثقلها– ركيزة صلبة في مشروع الجنوب الجديد، وأحد أهم شواهد انتصار الإرادة الشعبية على محاولات التفتيت.
أما المهرة، فقد كانت –ولسنوات– ساحة تنازع للقوى الخارجية وملاذًا لمشاريع غير وطنية. لكن وعي أبناء المهرة، ومساندة كل الجنوبيين لهم، غيّر المعادلة. فقد بدأت المهرة تستعيد صوتها الحقيقي، وتعود إلى حضن الجنوب بقرار أبنائها وإرادتهم، بعد سنوات من التلاعب بمقدراتها ومحاولات سلخها عن محيطها الطبيعي.
إن ما يحدث اليوم في حضرموت والمهرة ليس حدث عابر، بل هو امتداد لمسار التحرير الذي بدأ في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة. إنه بناء متراكم يؤسس لمرحلة الاستقلال الثاني، الاستقلال الذي لا يعتمد فقط على التحرر من السيطرة العسكرية، بل على استعادة الأرض والهوية والقرار السياسي والثروة.
الاستقلال الثاني ليس حلمًا…
بل هو واقع يتشكل اليوم أمام أعيننا، خطوة بعد خطوة، محافظة بعد أخرى، حتى تكتمل خارطة الجنوب بيد أبنائه وبعرق الرجال الذين صمدوا، وبدماء الشهداء الذين رسموا الطريق.
إن المكاسب التي تحققت في حضرموت والمهرة هي إعلان واضح بأن الجنوب يسير بثبات نحو دولته المنشودة، دولة تمتلك سيادتها على حدودها، وتحمي ثرواتها، وتحدد مصيرها بإرادة شعبها لا بإملاءات أحد.
وكل خطوة تُنتزع… هي خطوة نحو الاستقلال الكامل.
السيطرة على الأرض … ونحن أسيادها، شاء من شاء وأبى من أبى.