علي محمد باسمير

عفواً سيادة الرئيس... كنا بشراً قبل مجيئك!

وكالة أنباء حضرموت

في ومضة من الحنين إلى الماضي، يطل علينا الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في مقطع قديم، ليذكرنا بفضله في تحويل "قرية الجنوب الصغيرة" إلى عالم متحضر. 

بلهجة أبوية حازمة، يخبرنا أنه لولاه لما عرف أهل الجنوب الجامعات والجسور والهواتف، ويختمها بعبارة "عيب استحيوا، نحن من جعلناكم بشراً!".

يا لها من منّة عظيمة! فقبل عام 1990، يبدو أن الجنوب كان مجرد أرض خالية تسكنها كائنات بدائية، تنتظر القائد الملهم ليهبها صفة "الإنسان".لكن مهلاً، دعنا نهمس ببعض الحقائق التي قد تكون سقطت سهواً من خطاب فخامته.

 تلك "القرية" كانت دولة معترفاً بها في الأمم المتحدة منذ عام 1967 باسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".

 وكانت لهذه القرية عملتها الخاصة، وشركة طيران وطنية، وجامعة في عدن تأسست قبل "كرمه" بخمسة عشر عاماً.أما الهاتف الذي تفضل به، فقد دخل اليمن الموحد بعد الوحدة بسنوات. 

فهل كان الجنوبيون يستخدمون الحمام الزاجل قبل ذلك؟الحقيقة يا سيادة الرئيس، أن خطابك ذاك لم يكن سوى محاولة لمحو تاريخ كامل. 

واليوم، حين يحن البعض إلى "عصاك السحرية"، من المفارقة أن نتذكر أن الرجل الذي افتقدناه كرمز للقوة، هو نفسه الذي حاول أن يسلب نصف شعبه تاريخه وإنسانيته.