هواء إيران القاتل: حين يتحوّل التلوّث إلى سلاح بيد نظام ولاية الفقيه
منصور رخشاني
في كلّ شتاء، تتكرّر المشاهد نفسها في المدن الإيرانية الكبرى:سماءٌ رمادية خانقة، مؤشّرات تلوّث تتجاوز...
كنتُ أظنّ أن عمرو بن حبريش ليس سوى طُعْمٍ وُضع للمنطقة العسكرية الأولى، غير أنّه أثبت خلاف ذلك، وبات يعمل على تمردٍ حقيقي. فهل يُعقل أن يزجَّ بأبناء قبيلته في طريقٍ لا نهاية له إلا الموت؟ وأين عقلاء القبيلة من كل هذا؟
إن من يظنّ أن الدولة إذا نقّبت عن النفط في أرضٍ ما سيصبح لأصحاب تلك الأرض حقّ الادعاء بأنها ملك لهم، فهو واهم؛ فالمال العام مال الشعب، لا مال القبيلة، وعلى كل شيخ قبيلة أن يُدرك هذه الحقيقة. فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده.
يا شيخ عمرو، هل تدرك أن القيادة تقتضي أن يكون صاحبها أكثر حكمةً وبصيرة، وأن يعمل على جمع الكلمة لا على جرّ أتباعه إلى معارك خاسرة، خاصةً إذا كانت أبواب الحوار مفتوحة ووسائل الحل قائمة ومتاحة؟ يا شيخ عمرو، تجنّب كل ما يعود عليك وعلى قبيلتك بالضرر، وتذكّر أن دم المسلم عند الله عظيم، فلا يحق لك أن تزجَّ بجماعتك في معركة واضحة نتائجها. واعلم أن رفع السلاح في وجه الدولة يختلف تماماً عن رفعه في وجه قبيلةٍ تستطيع مجاراتك.
وتذكّر أيضاً أن الشجاعة ليست في حمل السلاح، بل في كلمة حق تُقال، وفعلٍ يصحّح المسار. أما الأقوال والأفعال المخالفة للعقل والشرع، فلن تكون يوماً شجاعة، ولو حمل صاحبها قدراً كبيراً من الإقدام. يا شيخ عمرو، هون عليك وارجع إلى جادّة الصواب قبل فوات الأوان.
حفظ الله حضرموت وأهلها من كل سوء، وجمع كلمتهم على الحق.