د. فائز سعيد المنصوري

حضرموت بين أهل البصيرة ودعاة الفتنة

وكالة أنباء حضرموت

العقل نعمة عظيمة، غير أنّ قلّة من الناس يستثمرونه حقّ الاستثمار في بناء الذات والمجتمع. ومن أجل ذلك، علينا أن نراقب أقوالنا وأفعالنا دائماً؛ فليس فينا من هو كامل، لكنّ تحويل تصرّفاتك إلى محلّ نقد مستمرّ يدلّ على أنك لم تبلغ النضج بعد. فكيف يكون الحال إذا اختير المرء ليكون شيخاً يقدَّم للقبيلة، أو رئيساً للدولة، أو أميناً عاماً لجماعة أو حزب؟

لذا، فإنّ من يُراد تقديمه قائداً لقبيلة أو جماعة أو مكوّن سياسي أو مجتمعي، لا بدّ أن يتّصف بالعلم والحكمة، وبالخبرة في ممارسة شؤون الحياة. كما ينبغي أن يكون عاملاً على جمع الكلمة، مبتعداً عمّا يلحق الضرر بقبيلته أو مكوّنه، وأن يكون صاحب بصيرة؛ فمثل هذه الشخصيّة تُراقَب أقوالها وأفعالها، وتنعكس نتائج تلك الأقوال والأفعال مباشرة على القبيلة أو المكوّن الذي يقوده.

ولا يعني هذا أن العاقل لا يخطئ؛ فكلّنا يزلّ ويقع منه الخطأ. لكنّ غير المقبول هو خيانة الثقة الممنوحة لك، أو زجّ أتباعك في ما لا يستطيعون تحمّله. ولهذا، فإنّ العلماء ومشايخ القبائل يحملون عبئاً كبيراً؛ إذ يجب أن يدركوا أن كلماتهم وأفعالهم أولاً محلّ نظر الله عزّ وجل، ثم محلّ نظر أتباعهم والناس الذين قد يتأثرون بتبعات تلك الأقوال والأفعال.

وبناءً على ذلك، ينبغي ألا ينطق المرء إلا بما يوافق شرع الله، ويخدم المصلحة العامة التي يقرّها العقل السليم.

حفظ الله حضرموت وأهلها من طيش الزعماء، وجهل بعض المشايخ، ودعاة الفتنة الذين لا ينظرون إلا من منظور الدنيا الفانية.

مقالات الكاتب