رقصة الموت في طهران: كيف يكشف إرهاب النظام عن نهايته الوشيكة ولماذا لم يعد العالم يملك ترف التجاهل
الدكتور تيسير كريشان
في تحليلنا الدقيق للمشهد الإيراني المعقد، نرى أن النظام الحاكم في طهران يؤدي رقصة الموت الأخيرة. إن...
فوجئ الشارع بخبر استقالة الأستاذ سالم بن ثابت العولقي رئيس الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني والتي قدمها إلى دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك.
وقد أوضح في رسالته أن استقالته جاءت نتيجة منعه من ممارسة صلاحياته القانونية والإدارية داخل مؤسسته وهو أمر يكشف عن حجم التحديات التي تواجه الكفاءات الوطنية داخل أجهزة الدولة.
إن هذه الاستقالة ليست مجرد حدث عابر بل جرس إنذار خطير يعبر عن عمق الأزمة التي تعاني منها مؤسسات الدولة حيث يجد المصلحون أنفسهم محاصرين بالعرقلة والتضييق وتمارس ضدهم شتى أساليب الضغوط الإدارية والمالية بل وحتى الترهيب فيدفعون إما إلى الخضوع للواقع الفاسد أو الانسحاب حفاظا على كرامتهم ومبادئهم.
لقد حاول الأستاذ سالم بن ثابت أن يؤدي مهامه وفقا للقانون واللوائح واضعا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار غير أن العراقيل المفتعلة حالت دون استمراره في أداء رسالته فاختار الاستقالة متمسكا بمبادئه. وهو نموذج لمعاناة كثير من الكفاءات الوطنية التي فضلت الابتعاد بعدما عجزت عن مواجهة منظومة الفساد المسيطرة.
إن استمرار هذا النهج لا يهدد مستقبل مؤسسات الدولة فحسب بل ينسف ما تبقى من ثقة المواطن فيها. ومن هنا تبرز المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق قيادة مجلس القيادة الرئاسي ورجال الدولة وكل القوى الوطنية الصادقة بأن تقف صفا واحدا لمواجهة هذه الممارسات العبثية ودعم كل صوت يسعى لحماية مؤسسات الدولة من الانهيار.
إن استقالة سالم بن ثابت رسالة صريحة وجرس إنذار مدو ينبغي الإصغاء إليه بجدية قبل أن تتحول مؤسسات الدولة إلى مجرد واجهات شكلية تدار من خلف الكواليس لخدمة مصالح ضيقة على حساب الوطن والمواطن.