ساه .. حين تبكي المدن وتنهض من بين الركام
عبدالعزيز صالح جابر
في مثل هذا اليوم، الرابع والعشرين من أكتوبر عام 2008، وقفت ساه مدينة الهدوء والنخيل والوادي والمروج...
نحن مع إيقاف الحرب ، وإنهاء معاناة الشعبين في الشمال والجنوب ، ولكن من زاوية سياسية جنوبية فإن إطالة أمد الصراع رغم تبعاتها الكارثية علينا جميعاً ، لكنها تعني عملياً إعادة تشكيل المؤسسات الحكومية من المحافظات الجنوبية، نظراً لكون سيطرة الشرعية في الشمال لا تتجاوز مساحة جغرافية محدودة. هذا الخلل يعطي أهمية أكبر لمحافظات الجنوب ، سواء في نظر دول التحالف أو المجتمع الدولي، خاصة بعد دخول الحوثيين في الصراع الإقليمي وتراجع دور حزب الله في المشهد. بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة ، وتنامي قدرات الحوثيين عسكرياً.
لكن هذه الفرصة تتطلب من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إعادة تنظيم صفوفه في الإطار القيادي وفق معايير مؤسسية واستيعاب الكادر النوعي ، بما يضمن له القدرة على لعب دور محوري وصناعة توازن سياسي يمكنه من خوض المرحلة المقبلة بسلاسة، وتفادي أي خسائر محتملة، حتى من خلال الشراكة مع الشرعية ، باعتبارها الشخصية الدولية لليمن ، ونافذة للتواصل مع العالم .
أما على المستوى الاقتصادي، فإن متابعة واقع سوء الإدارة في مناطق الشرعية شمالاً ، وما يتخلله من تعسف وانتهاكات، وفرض إتاوات مجحفة بحق التجار ، وتصفية حسابات بين رؤوس الأموال تشير بوضوح إلى أن الجنوب سيكون الوجهة الأولى لرأس المال في مناطق سيطرة الحوثيين والشرعية معاً.
وهنا تظهر فرصة حقيقية أمام المجلس الانتقالي الجنوبي ، لإعادة بناء المنظومة الاقتصادية في الجنوب على أسس أكثر استقرارا وجاذبية للاستثمار .