ثلاثة أشهر والمعلمون بدون رواتب... فأي واجبات نرجوها ممن أرهقتهم الحاجة وأثقلتهم الديون؟!

في الوقت الذي يُحرم فيه المعلمون من أبسط حقوقهم، وتُصادر رواتبهم الزهيدة للشهر الثالث على التوالي تُهدر الدولة أكثر من 11 مليون دولار شهرياً على ما يسمى "ملف الإعاشة" لفاسدين هم فئة طفيلية وعالة على الوطن والمجتمع، وقد أثروا ثراءً فاحشاً في دول الأغتراب، ولا يقدمون شيئاً للوطن سوى مزيد من الخراب والإساءة.

يدخل المعلم اليوم إلى فصله بوجهٍ متعب، وقلبٍ مثقل بالهموم، وعزيمة مكسورة، كيف له أن يعطي ويغرس الأمل في نفوس أبنائنا، وهو عاجز عن توفير لقمة كريمة لأسرته، أو شراء الدواء لمرضاه، أو حتى أدوات مدرسية لأطفاله؟! كيف نطلب منه أن يبدع ويبتكر وقد أرهقته الحاجة وأثقلته الديون؟!

لو وجّهت الأموال المهدورة على شواذ  المجتمع والفاسدين نحو التعليم لنهضت البلاد من تحت الركام، ولرأينا نهضة تنموية تحقق وطناً يليق بأبنائه. لكن الحكومة اختارت أن تُهين المعلم، وتقتل روح التعليم، وتفتح خزائنها للناهبين.

إن الظلم الواقع على المعلم اليوم ليس جرحاً شخصياً بل جرح في ضمير الأمة كلها، فالمعلم هو الركيزة الأولى لبناء الإنسان، والتعليم هو أساس البناء والتنمية، وهو السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن من براثن الجهل والتخلف. والدولة التي لا تنصف المعلم لن تعرف طريق النهضة أبداً.

إنها ليست قضية رواتب فقط إنها معركة وجود إما أن ننصف المعلم وننقذ التعليم، أو نسقط جميعاً في هاوية الجهل والخراب.
فلنقف جميعاً صفاً واحداً إلى جانب معلمينا، ونرفع أصواتنا تضامناً معهم، ونطالب بإنصافهم لأن إنصافهم هو إنصاف للوطن كله.

مقالات الكاتب