سهيل الهادي

الصحافة ليست لَغاجة!

وكالة أنباء حضرموت

على الصحفي أن يضع المبادئ والقيم والأخلاق قبل أن يضع الكلمات، مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا لا تخرّج صحفيين، ومن الكذب أن يقال عن كل من يكتب هناك أنه إعلامي أو صحفي، فالصحافة مسؤولية وليست مجرد منشورات، الجمهور اليوم يقيس كل شخص بحروفه وكلماته، ويضعه في المكان الذي يضع نفسه فيه، ومن المؤسف أن يحوّل البعض حسابه على مواقع التواصل إلى مساحة للتملاق والكلمات العوجاء والسلوك الأهوج.

المحترم يبقى محترمًا حتى في خلافه وعداوته، والاختلاف سنّة الحياة، لكن ليس من المقبول أن تملأ منشوراتك بالقدح في هذا أو ذاك لتُرضي آخرين، ضع حدًا لكل كلمة تقولها، وفكر في أثر كل منشور تطلقه، وسّع من دورك، فأنت لا تخاطب مجلس قات أو مجموعة صغيرة حولك فقط، بل تخاطب جمهورًا عالميًا، منشورك يجب أن يحمل مكانته الاجتماعية والثقافية والأخلاقية، فالصحافة ليست شهادة دراسية فقط، بل هي مهنة ومسؤولية، بل حتى المواطن يمكنه أن يكون صحفيًا إذا قرأ وتعلم وكتب وعبّر بصدق.

كن صحفيًا يحاور العقول الراقية، يحمل هدفًا نزيهًا وشريفًا، ويحافظ على مبادئه وقيمه، الصحافة مهنة المتاعب، وليست لعبة على الحبل عبر منشورات عوجاء أو انتقاد جارح أو اتهامات بلا أدلة، ليكن نقدك بناءً، يبحث عن حلول، ويعالج قضايا الناس وهمومهم، اجعل حروفك تسعى للإيجابيات لا لخلق السلبيات والمماحكات بين الناس، ابحثوا عن حلول، شجعوا المبادرات والمبادرين، حاربوا الفاسدين، وقولوا كلمة الحق، محبتي وتقديري لكل من يؤدي دوره برقي، سواء كان صحفيًا أو إعلاميًا أو كاتبًا أو ناشطًا، واقول ضعوا أنفسكم في المكان المناسب لأخلاقكم ومبادئكم وثقافتكم، لا في المكان الذي يريده الممول أو الآخرون.

مقالات الكاتب