الإخوان... أذرع إسرائيل في مهاجمة مصر وتبرئة الاحتلال
د. سمير الشرجبي
في مشهد يكشف حجم النفاق والانحطاط السياسي، خرجت مجموعات من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الذين يحملو...
في مشهد يكشف حجم النفاق والانحطاط السياسي، خرجت مجموعات من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الذين يحملون الجنسية الصهيونية، تحت عباءة "نصرة غزة"، في مظاهرات مشبوهة وموجّهة امام مقر سفارة مصر في تل ابيب ، ليس لمهاجمة الكيان الصهيوني الذي يرتكب المجازر بحق المدنيين، بل لمهاجمة مصر، بادعاءات مغرضة بدعوى "حصار وتجويع الفلسطينيين".
اللافت في تلك الهتافات أنها لم تذكر العدو الحقيقي – إسرائيل – بكلمة واحدة، رغم أنها الجهة التي تُحاصر قطاع غزة بالكامل منذ عملية 7 أكتوبر 2023، التي نفذتها حركة حماس بتنسيق وقرار إيراني واضح، وهي وحدها من تتحمّل عواقب هذا القرار، سياسيًا وإنسانيًا، وليس مصر ولا الدول العربية.
الاحتلال ردّ على العملية بحصار شامل، وارتكب مجازر بشعة أودت بحياة عشرات الآلاف، واحتجز أكثر من مليوني فلسطيني كرهائن في ظروف كارثية، كل ذلك وسط صمت دولي وتواطؤ إعلامي، بينما تتعرض مصر لحملات تحريض ممنهجة فقط لأنها لم تنخرط في فوضى الجماعة أو مشاريع المحور الإيراني.
لكن تعليمات التنظيم الدولي للإخوان واضحة: مهاجمة مصر فقط، خاصة بعد فشل رهانهم القديم على ما سُمّي بمحور "الممانعة" بقيادة إيران، والذي انكشفت خيانته للقضية الفلسطينية بشكل سافر.
إيران، التي طالما تغنّى قادة حماس بـ"دعمها"، تخلّت عنهم علنًا عند أول مواجهة حقيقية مع إسرائيل، حيث تلقت ضربة ساحقة في بدايات الحرب، أسفرت عن مقتل كبار قادة الجيش والمخابرات والحرس الثوري الإيراني، واستهداف مباشر لأكثر من عشرة من أبرز علماءها النوويين، إضافة إلى ضربات دقيقة شلّت مفاعلاتها النووية والبنية التحتية العسكرية الحساسة بالكامل.
ورغم كل هذا، لم تجرؤ إيران على الرد، بل سارعت إلى طلب وقف إطلاق النار، ليس لأجل غزة، بل حفاظًا على مصالحها الداخلية، واستمرار نظامها ومرشدها.
ومن أبرز وجوه النفاق أيضًا ما يُردّده الحوثيون، أذرع إيران في اليمن، من شعارات رنانة مثل "الموت لأمريكا"، و"الموت لإسرائيل"، و"اللعنة على اليهود"، بينما هم في الحقيقة لم يُلحقوا أي ضرر فعلي بإسرائيل، لا بشعاراتهم ولا بصواريخهم الكرتونية التي يطلقونها من وقت لآخر.
بل على العكس، منحوها ورقة دعائية مجانية لتُقدّم نفسها كدولة "محاصَرة ومُهدَّدة"، بينما الأضرار الحقيقية تقع على العرب، وتحديدًا على مصر، نتيجة استهدافهم للسفن التجارية المارة في البحر الأحمر، مما أدى إلى تراجع حركة التجارة عبر قناة السويس، وإلحاق ضرر مباشر بالاقتصاد المصري، دون أن تُمسّ تل أبيب بأي سوء.
في المقابل، يواصل الحوثيون قتل أبناء اليمن، ونسف منازلهم، وتدمير مساجدهم، وحصار مدنهم، واختطاف النساء والأطفال، واعتقال كل من يرفض الخضوع لمشروعهم العنصري الطائفي. مشروع يقوم على وهم "السيادة السلالية" و"الحق الإلهي"، وولاء مطلق لإيران، لا لليمن ولا لفلسطين.
أما مصر، التي تتعرض لحملات تحريض من عملاء الإخوان، فهي الدولة التي تفتح معابرها للمساعدات، وتستقبل الجرحى، وتخوض معارك سياسية حقيقية دوليًا لتثبيت التهدئة وحماية المدنيين الفلسطينيين ومنعت مخطط التهجير الى سيناء لتصفية القضية الفلسطينية رغم كل الضغوطات والاغرآت. موقف مصر ثابت وطنيا وقوميا ومبني على السيادة الوطنية وحق الفلسطينني بتحرير ارضهم وقيام دولتهم، لا على المزايدات والصفقات المشبوهة.
وختامًا، فإن كل من يهاجم مصر ويصمت عن جرائم العدو الصهيوني، إنما يخدم الاحتلال بشكل مباشر، سواء علم أم لم يعلم. أما شعارات المقاومة الزائفة، فقد سقطت أقنعتها، وظهر الوجه الحقيقي لمن يتاجرون بالقضية ويطعنونها من الخلف.