مريس: قلعة الكرامة والشرف - لا للتشويه ولا للمزايدات
فواز عبدان
مريس لن تكون حاضنة للعهر ولا منصة للمزايدات ،كفوا عن التشويه والتضليل، فالمكان أنظف من أن يلطخ بلغط...
لا يزال الألم ثقيلًا، ولا يزال التغيير مطلبًا، والقضاء على الفاسدين غايةً لا يمكن التراجع عنها، وإعمار الوطن هَمًّا لا يحتمل التأجيل. محاسبة الخونة والمرتهنين للخارج باتت اليوم عدلًا واجبًا وإنصافًا للمظلومين، فالشعب بأسره مظلوم، منهك، يُكابد واقعه بلا معين.
أما آن للقوى الوطنية أن تتحد؟ أما آن للشعب أن يسترد حقوقه التي فرّطت بها الطغمة الحاكمة؟ أما آن للشيخ الكبير أن يضع عصاه ويستريح بعد أن أثقلته السنون وأضناه الزمن؟ لقد استُنزفت اليمن كما لم تُستنزف أرض من قبل، لا من عدو خارجي ولا من قوة غازية. فقد تهاوى التعليم إلى قاع الحضيض، وغابت الخدمات من قاموس مهام حكومة لا تزال تتكئ على الأرائك الوثيرة في الخارج، بعيدة عن معاناة الداخل وصوت الشعب.
السفارات تحوّلت إلى أدوات جباية، والطرق صارت أفخاخًا منصوبة لكل من مرّ عليها، والغذاء ومتطلباته الأساسية لا تُنال إلا بالاستجداء، وإن حصلت عليه فأنت من المحظوظين. اليمن، يا سادة، لم تعد كما كانت، فقد أُبيدت عن بكرة أبيها، ولم يبقَ منها سوى خيرات يتسابق الخارج على اغترافها، كمنجم بلا راعٍ، بلا أفراد، بلا مؤسسات، وبلا سلطة سوى من يبصم ويوقّع.
يظن المتحكمون أنهم أحكموا الطوق والقلادة على الرقاب، ويظنون أن من باع لهم نفسه قادر على بسط نفوذه لتمرير مخططاتهم، ويظنون أن القاتل المأجور كفيل بتصفية الشرفاء في هذا الوطن. لكنهم لا يعلمون، أو لعلهم لم يتعلموا من دروس التاريخ، أن مهما طغت الدول، ومهما خان الجوار، ومهما تجرد البعض من أبناء الوطن من ضمائرهم، فإن الليل قصير، كليالي الصيف، سرعان ما يتبعه شروق وإشراق، ونفَسٌ طويل راغب بالبقاء والصمود.
لا تظننّ تلك الفئة أنها استطاعت ترويع الشعب أو تهميشه، فالشعب سيلٌ جارِف، لا يُعلم متى يفيض، وكواسر جارحة، سيتألّم أعداؤه كثيرًا عند انقضاضه. وحين تحين اللحظة، ستُعلَّق مشانق العدل من بوابة صنعاء إلى حضرموت، ولن تُبقي الأيام لمن ظلموا موطئ قدم.
فلا تبتئس، أيها المواطن اليمني، فقد اقترب أوان القطاف، وإن الله متمّ إرادته، ولو كره المارقون.