أزمة مياه تعز.. بين سوء الإدارة وضرورة المحاسبة
طلال الزريقي
تعاني محافظة تعز من أزمة مياه خانقة تزداد حدّتها يومًا بعد يوم، في ظل غياب الحلول الجذرية واستمرار ا...
في قلب الجنوب ، كانت محافظة أبين ولسنوات طويلة عنوانًا للاضطراب والتحديات الأمنية التي أرهقت كاهل أهلها وأبطأت خطى التنمية فيها. غير أن ما شهدته هذه المحافظة العريقة خلال الفترة الماضية من تحولات إيجابية يعكس قصة نهوض جديرة بالتوثيق والإشادة، عنوانها الأمن، ووقودها الإرادة، وأبطالها رجالٌ نذروا أنفسهم من أجل الاستقرار.
من بين أولئك الرجال، يبرز اسم العميد علي الذيب الشهير بـ"أبومشعل الكازمي"، مدير أمن محافظة أبين، كقائد أمني لم يتوانَ عن خوض معارك شاقة، ليس بالسلاح فقط، بل بالحكمة والانضباط وروح المسؤولية. لقد شكّلت قيادته مرحلة مفصلية في تاريخ المحافظة، نقلتها من الفوضى إلى النظام، ومن العبث إلى الانضباط، ومن الخوف إلى الطمأنينة.
منذ توليه قيادة أمن أبين، وضع العميد أبومشعل نصب عينيه هدفًا واضحًا: إعادة هيبة الدولة وترسيخ سلطة القانون. فكانت أولى خطواته هي إعادة بناء جسور الثقة بين المواطن ورجل الأمن، وهي الثقة التي طالما تآكلت بفعل فترات الانفلات والصراع. عمل على تنظيم القوة الأمنية، وتطهيرها من العناصر غير المنضبطة، وفرض حضور الدولة في كل مديريات المحافظة من زنجبار حتى لودر، ومن المحفد حتى أحور.
ورغم قلة الإمكانيات والتعقيدات التي تحيط بالمشهد الأمني، استطاع العميد أبومشعل أن يحقق إنجازات ملموسة، أبرزها الحد من انتشار الجريمة، وتفكيك خلايا إرهابية، وتعزيز نقاط التفتيش، وتأمين الطرق الحيوية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين الذين باتوا ينعمون بشعورٍ من الأمان لطالما افتقدوه.
ولعل أهم ما يميز هذه المرحلة هو الشراكة المجتمعية التي أوجدها أبومشعل مع القبائل والأهالي، إذ آمن بأن الأمن لا يُصنع من فوق، بل يُبنى مع الناس وبهم. لذا كان حريصًا على أن يجعل من الأمن مسؤولية مجتمعية، فشجع على التعاون بين الأمن والمجتمع، وفتح قنوات تواصل مباشر مع وجهاء المناطق وممثليها.
اليوم، تُسجل أبين خطوات واثقة نحو الاستقرار، وتستعيد مكانتها كمحافظة واعدة، قادرة على المضي قدمًا في مسارات البناء والتنمية. وكل من يزور مدنها يشعر بالفرق، يلمس التحول، ويشهد على بصمات من رفضوا الاستسلام للفوضى، وصنعوا من التحديات فرصًا للنهوض.
إن ما تحقق في أبين ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لإخلاص رجال صدقوا ما عاهدوا عليه الوطن. وفي مقدمتهم العميد علي الذيب "أبومشعل"، الذي نستطيع القول بثقة إنه نجح في تحويل الملف الأمني من ورقة ابتزاز إلى قصة نجاح، ومن نقطة ضعف إلى ركيزة قوة.
ختامًا، إن ما حدث في أبين هو رسالة أمل لكل المحافظات التي تعاني اضطرابًا: بأن الأمن ليس مستحيلاً، وأن الإرادة حين تقترن بالكفاءة والصدق، قادرة على صنع المعجزات. فتحية لأبين، وتحية لقادتها، وتحية لكل رجل أمن وهب روحه لأجل أن نحيا نحن بسلام.