موسى الربيدي

تساؤلات حول تصريحات الرئيس علي ناصر محمد الأخيرة

وكالة أنباء حضرموت

السيد الرئيس علي ناصر محمد،
لك مكانة خاصة في قلبي وقلوب كل يمني حرّ وشريف، كما لك مكانة عربية وعالمية. وبحكم تجربتك السياسية السابقة، ودورك الحالي في القضايا العربية والإسلامية، استمعتُ إلى تسجيل صوتي جديد يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وبصراحة لا أدري: هل كنتَ في وضع غير عادي عند التسجيل؟ لأننا نعرفك رجلًا حصيفًا، عُرف بالحكمة طوال عقود من الزمن.

قبل الدخول في صلب الموضوع، أود أن أذكّرك بأن مجلس التعاون الخليجي هو منظمة سياسية واقتصادية تأسست عام 1981 من ست دول، وتنص المادة الثالثة من وثيقة التأسيس على أن المجلس يتكوّن من الدول الخليجية الست فقط: السعودية، قطر، البحرين، الكويت، الإمارات، وسلطنة عمان.
أي أن المجلس مغلق، والانضمام إليه غير مسموح، كون هذه الدول لها خصوصية ترتبط بعلاقات وثيقة، منها القبلية والعائلية والاقتصادية والسياسية والأمنية.

وقد جاء تأسيس المجلس في ظروف عربية خاصة، وأنت تعرف تلك الظروف جيدًا، كونك كنت أحد القادة العرب الذين كانت لهم علاقة مباشرة بدول الخليج العربي.

لذلك، فإن انضمام جمهورية اليمن الديمقراطية إلى مجلس التعاون كان ضربًا من المحال، ولا يمكن أن يحدث مهما كانت الظروف السياسية أو الاقتصادية. فقد كانت الجمهورية حينها تتبنى نهجًا سياسيًا مختلفًا تمامًا عن بقية الدول الخليجية، فيه من التشدّد والقمع ما يكفي لرفض هذا النظام.

السيد الرئيس علي ناصر،
أعتقد أن هناك الكثير من الأخطاء التي وردت في حديثك الأخير، والذي بدا بعيدًا عن الواقع. أما بخصوص انضمام اليمن الشمالي إلى مجلس التعاون العربي، فقد كان ذلك بدوافع قومية وفي فترة زمنية معينة، وكان واضحًا أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل منذ اليوم الأول. كما عُرض على اليمن الجنوبي الانضمام إلى هذا المجلس، لكن الرئيس البيض فضّل المضي نحو الوحدة، التي كانت - بحسب رأيه - ستكون رافدًا أساسيًا لأي تقارب إقليمي لاحق.

هذا توضيح مبسّط جدًا، نابع من محبة صادقة لك، حتى لا تُستغل تصريحاتك من قِبل البعض لتشويه تاريخك العريق.

مقالات الكاتب