سامي العيسائي

عندما تغيب الأخلاق ..!

وكالة أنباء حضرموت

ثمة مبادئ وقيم دينية وأخلاقية ومعايير إنسانية بات الكثيرون يتخلون عنها او يتجاهلونها في مجتمعنا اليوم إلا القليلون مازالوا متشبثين بها وهي من أروع القيم التي دعا اليها الإسلام وسار عليها آبائنا وأجدادنا فكانت حياتهم مفعمة بالخير والسعادة وحب الناس جميعآ 
جاءت الحكومات وسنت العديد من القوانين بعضها ظالمة والبعض منها منصفة إلى حد ما . لكن الهدف من هذه القوانين هو تنظيم حياة الناس فبدون النظام والقانون لن تتقدم أي أمة او دولة مهما كانت مكانتها او تاريخها الحضاري
فهناك ثقافة مجتمعية وثوابت وطنية  لابد التمسك فيها مهما عصفت بها رياح الأحداث من حروب وفساد بشتى أنواعه.

 ما نراه اليوم بين غالبية الشباب والناس ككل شي مروع من فساد أخلاقي ونشر مفاهيم وقيم لا تمت بالدين ولا با اعرافنا القبلية بصلة نرى الانحطاط في الأخلاق  والقتل والخطف والكذب والنفاق والحسد والكراهية والعنصرية والرشوة والسرقة تزداد يومآ بعد يوم دون أي رادع ديني او أخلاقي قد يجيب البعض من صغار العقول ويقول بكل ثقة الوضع الاقتصادي والفقر هو السبب في كل هذه التصرفات المشينة. 

صحيح أن الأوضاع الاقتصادية لها دور في حياة الناس ولكن ليست إلى حد اننا نتخلى عن ديننا الإسلامي ونرمي بعاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا الاصيلة عرض الحائط ونبيع انفسنا للرذيلة والعار .

 الانسان العربي الأصيل لا يتخلى عن قيمه واخلاقه مهما كلفه الثمن .

 فصدق أشعر الشعراء ابو الطيب المتنبي حين قال ( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم )
أي جيل سينشأ بهذه الثقافة والأخلاق المنحطة مالم تقوم الأسرة بتربية وتعليم أفرادها على القيم النبيلة في ضل غياب دور وسائل التنشئة الاجتماعية من مدرسة ومسجد ووسائل إعلام حديثة 
اذا لم يبدأ الإصلاح والتوعية من داخل الأسرة أولآ فسيترتب عليها نتائج سلبية غاية في الخطورة 
مانشاهدة اليوم من سلوكيات وممارسات لا أخلاقية عند البعض
ولا يقتصر الأمر عند الكبار فحسب
بل حتى الأطفال أيضآ صاروا يقلدون من حولهم سواء داخل الأسرة او بالمحيط الاجتماعي حولهم
افلا يدرك أولياء الأمور أنهم قدوة لابنائهم والمعلمين قدوة لطلابهم 
أم أنهم تناسوا المثل الشعبي الشائع
( إذا كان رب البيت بالدف ضاربآ
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص )
نحن في مجتمع انهكته الحروب والصراعات المستمرة عبر الحقب الزمنية الماضية
حتى يومنا هذا
ولم يتبقى معنا سوى اغلا ما لدينا
الا وهي أخلاقنا فبدونها لن نستطيع
الحفاظ على هويتنا ومواكبة العالم
( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) لأحمد شوقي..
فالاحرى بنا اننا نقتدي بأشرف خلق الله جميعآ رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ونسير على خطاه ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق).
علينا أن نبدأ من انفسنا أولآ
وننبذ الخلافات ونتخلى عن كل السلوكيات المنافية للدين وتقاليدنا الاصيلة .

 علينا أن نحب بعضنا ونساعد بعضنا وننأى عن كل الحماقات والممارسات غير الاخلاقية.

  أصبح العالم من حولنا يغزو الفضاء ويعيش طفرة تكنولوحية هائلة ونحن ما زلنا أسفل القائمة والادهى من ذلك صرنا نحارب أصحاب الأفكار والابداع والمتفوقين علميآ عكس ما نمد لهم يد العون سواء معنويآ أو ماديآ
علينا مراجعة ضمائرنا وتنقية قلوبنا 
من الداخل 
والاخلاص في نوايانا تجاه الجميع..

مقالات الكاتب