أكاديمي في جامعة عدن يضع خطة إنقاذ سريعة للاقتصاد والمالية العامة خلال 90 يوم
د. علي ناصر الزامكي
تشهد بلادنا منذ ما يزيد عن تسع سنوات، أزمة اقتصادية ومالية خانقة هي الأسوأ في تاريخها المعاصر، نتيجة...
من أراد أن يحتفل بعيد الوحدة، فليعد أولاً إلى صفحات التاريخ، ويتأمل ما آلت إليه تلك الوحدة التي وُلدت بتاريخ منتهي الصلاحية، ولم تصمد أمام اختبارات الزمن وتحولات الواقع. فما أفسده الواقع لا يصلحه الاحتفال، ولا تجمّله الشعارات.
جاء عيد وحدتهم، وكل شبر في الجنوب يصرخ رافضًا، وكل حجر ينطق بما عاناه من قهر وتهميش. جاء عيدهم، وهم بلا وطن جامع، ولا حلم موحد، يتوسلون الجنوب أن يحتويهم، فيما الجنوب يشق طريقه بثبات نحو استعادة كرامته وهويته.
في ذكرى وحدتهم، الحوثي يحكم مناطقهم بالنار والحديد، ولا صوت للحرية في صنعاء أو تعز، حيث غابت حتى تلك الوجوه التي طالما صدّرت خطاب النضال، وانسحبت من المشهد كما تنسحب الأرواح من الأجساد.
عيد وحدتهم يأتي وهم مكسورو الخاطر، منكسو الرؤوس، بينما في الجنوب ترفرف الراية الجنوبية عالية، والانتصارات تُسطر بأيدي رجالٍ صدقوا ما عاهدوا عليه. الجنوب اليوم يعلن فك ارتباطه، ليس كخيار عابر، بل كمصير اختاره شعب قرر استعادة دولته.
أما من حلم بالوحدة يوماً ورفع شعار "الوحدة أو الموت"، فها هو يرقد في ثلاجات الانتظار، يتمنى موضع قدم في أرضٍ حرمها على أهلها، ويبحث عن قبر يستره بعدما ضاعت الأرض من بين يديه.
لقد حرمت الجنوبيين أرضهم، فحُرمت حتى من موطئ دفن. وتلك سنة الله في خلقه: "وكما تدين تدان".
اليوم، الجنوب يرفع صوته عاليًا: هذه أرضنا، إرث أجدادنا، ولن نقبل بوصاية أو غزوٍ جديد. نعلنها بوضوح: انتهت وحدتكم، ودفنّا مشروعها في ذاكرة لم تعد تُفتح إلا للحسرة.
نقولها بصدق: لا عزاء للوحدة، فقد ماتت في قلوب أهل الجنوب منذ أن جُرّدت من معناها العادل والمشترك. تاريخها انتهى، وصلاحيتها لم تعد صالحة للاستهلاك الوطني.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.