سامي العيسائي

ما أشبه الليلة بالبارحة ..!

عندما احتشد الالاف من أبناء الجنوب إبان حكم الرئيس عفاش مطالبين برفع الظلم والفساد الذي طال مفاصل الدولة وكانت هناك جهات خارجية داعمه لهم للإطاحة بنظام الحكم وبتعاون مع حزب الاخوان( الإصلاح ) في شمال اليمن 
على تغيير أوضاع البلد إلى الأفضل 
وتزعم الكثير بل واستغل هذه المظاهرات قوى محلية من مختلف الاطياف السياسية آن ذاك.
سواء في الجنوب تحت مسمى الحراك الجنوبي أو في الشمال بمسمى ثورة الشباب.
كان هدف الشعب الأساسي هو القضاء على الفساد وتحقيق مبدأ العدل والمواطنة المتساوية 
بينما كانت الأوضاع الاقتصادية
لا بأس بها والخدمات الأساسية متوفرة من كهرباء ورواتب الموظفين وتعليم وصحة 
وأسعار السلع مقدور عليها 
كذلك اسعار الصرف شبه مستقرة
مقارنة مع الوضع الراهن
التي تكاد جميع الخدمات معدومة.
فهذه الجهات غير المخولة التي جاءت تفرض نفسها على المشهد السياسي باسم الشعب من كلا الطرفين في الجنوب والشمال تحت شعار تحسين الأوضاع المعيشية في البلاد ومارست أبشع انواع الظلم والفساد بحق المواطن.
لم يكن هدفها تحقيق مطالب الشعب بل كان هدفها الوصول إلى السلطة وصراعها على الحكم للاستحواذ على مقدرات الوطن ونهب ثرواته وإقصاء واستبعاد
كل الشرفاء والمخلصين 
من الدوائر الحكومية في الدولة
فالوضع اليوم خير دليل على نواياهم السيئة والخبيثة التي كانوا يخفوها وراء شعاراتهم المزيفة المناهضة للفساد والظلم
لنظام الحكم القائم في ذلك الحين
هاهم اليوم تسلقوا واطلقوا على أنفسهم قيادات على الشعب دون أي مسوق قانوني او دستوري منحهم هذه الثقة في تمثيل الشعب 
ومارسوا كل اشكال العبث والفساد والظلم أسوأ مما كان عليه سابقآ 
إن من اهم أهداف قيام اي ثورة
او تغيير سياسي في اي بلد
هو تحسين الأوضاع إلى الأفضل وليسى إلى الاسوأ كما يفعل هؤلاء .
ماتشهده محافظة عدن والمدن المجاورة لها اليوم من مظاهرات جماهيرية حاشدة في الساحات مطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين رسالة سامية إلى المجتمع الدولي والاقليمي بأن القيادات المفروضة على الوطن غير مرحب فيها وليست أهلآ بالدور الذي أسند إليها فقد اثبتت فشلها بادارة البلد وفقدت ثقتها ومصداقيتها لدى الشعب . 
نتمنى من الأشقاء في دول التحالف التدخل لإعادة هيكلة تشكيل قيادات جديدة مخلصة ونزيهة
يتم التوافق عليها 
بدلآ من هؤلاء الفاسدين.

مقالات الكاتب