ردود فعل النظام الإيراني المرتعشة

ردود فعل النظام الإيراني المرتعشة بعد الهجوم الأمريكي على الحوثيين

حضر موت

 

يواجه الولي الفقيه المأزوم خامنئي، نظامًا يعيش على فوهة بركان وسط سخط شعبي متزايد بسبب الظلم والنهب والفساد الحكومي، ويرى أمامه مصيرنظام الأسد المنبوذ وسقوطه السريع. وبعد الضربات العنيفة التي وجهتها الولايات المتحدة للحوثيين يوم السبت 15 مارس، ظهر النظام بحالة من الذعر والارتباك الشديد، خصوصًا بعد أن حذّر الرئيس الأمريكي النظام الإيراني بشكل مباشر في بيانه حول هذه الهجمات، وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) عن “بدء سلسلة من العمليات الجوية الدقيقة ضد الحوثيين المدعومين من قبل النظام الإيراني”.

ونشرت وكالة رويترز في 15 مارس تقريرًا عن هذه الهجمات، قائلة: “هذه الهجمات تُعد أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ وصول ترامب إلى السلطة، وتأتي في وقت تصعّد فيه واشنطن ضغوطها القصوى على طهران، بينما تحاول في الوقت نفسه إجبار النظام الإيراني على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجه النووي. ولم تمرّ سوى أيام قليلة على إرسال ترامب رسالة إلى خامنئي ورده الرافض للتفاوض، حتى شنت أمريكا هجماتها”.

وأما صحيفة وول ستريت جورنال في 16 مارس، فقد نقلت عن مصدرين مقربين من إدارة ترامب قولهم: “الهدف الواضح من هذه الهجمات هو إرسال رسالة إلى النظام الإيراني بأنه قد يكون الهدف التالي، وأنه يجب أن يدرك حجم القوة العسكرية التي يمكن استخدامها ضده”.

وفي مواجهة هذه التهديدات، خرج حسين سلامي، قائد حرس النظام الإيراني، يوم 16 مارس ليؤكد قائلاً: “أعلن اليوم أن الجمهورية الإسلامية لا تلعب أي دور في تحديد سياسات أو عمليات الحوثيين”. لكنه سرعان ما أضاف بلهجة متوترة محاولًا إخفاء ارتباكه: “ليس هناك سبب يدفعنا للقيام بعمل ما ثم إنكاره، أو عدم القيام به وتحمل المسؤولية عنه. نحن لسنا كذلك! ولكنني أحذر جميع الأعداء بأننا سنرد على أي تهديد يُترجم إلى عمل عدائي، برد قاسٍ وحازم ومدمر”.

وبدوره، ردّ عراقجي على تحذيرات ترامب بالقول: “واشنطن لا تملك أي حق في فرض سياساتها الخارجية على إيران”. بالتزامن مع ذلك، توجّه وزير خارجية النظام الإيراني إلى مسقط، عاصمة عُمان، في خطوة فسرها البعض على أنها رد فعل على الهجمات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين.

وفي تعليقها على خلفية ردود الفعل المرتعشة للنظام عقب هجمات 15 مارس وتحذيرات ترامب، كتبت صحيفة شرق الحكومية (16 مارس): “ترامب، بلهجة تهديدية، حذر إيران بضرورة وقف دعمها للإرهابيين الحوثيين فورًا. هذه الهجمات، التي نُفذت دون تحذير مسبق وفي ساعات متأخرة من الليل، أدخلت إيران بشكل مباشر في المعادلة. سيناريو الهجوم العسكري على إيران، الذي كان يبدو سابقًا خيارًا بعيد المنال، بات الآن واقعًا ملموسًا مع التحركات غير المتوقعة لترامب… البيت الأبيض قد يلجأ في أي لحظة إلى القوة العسكرية لتحقيق أهدافه… الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التوترات والأزمات”.

مقالات الكاتب