ناصر المشارع
تمجيد الإحتلال العثماني
مؤخرا أنتشرت كثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تمجد الإحتلال العثماني متجاهلة سجلها الدموي في العالم العربي وأوروبا ومافرزت من واقع نعيشه اليوم من تخلف وجهل، بالإضافة إلى العداء الغربي وتأليب العالم على الإسلام، يعود في الجزء الأكبر منه إلى سياسات العثمانيين التي عززت الاستبداد والعنف باسم الدين، وجرائم فرق الإنكشارية التي أسهمت في تشويه صورة الإسلام في أوروبا.
فيي الوطن العربي تنكيل بالسكان المحليين مثل فرض الضرائب الباهظة وسرقة الثروات
الإعدامات السياسية خاصة في بلاد الشام حيث أعدم جمال باشا المعروف بـ"السفاح" كثير من المفكرين والسياسيين في بيروت ودمشق عام 1916.
التجنيد الإجباري (السفر برلك): حيث أُجبر الشباب العرب على القتال في حروب العثمانيين، ما أدى إلى هلاك الآلاف منهم.
سياسة التجويع والحصار مثل المدينة المنورة وترحيل سكانها قسراً وتجويع أهالي جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى، ما تسبب بمجاعة أودت بحياة الآلاف، إضافة إلى ذلك إحتلال البقاء في بعض الأقاليم العربية مثل. إقليم الأسكندرون السوري .
في أوروبا والبلقان ساد القمع العثماني لقرون طويلة، حيث شهدت الشعوب البلقانية والمسيحية في الشرق الأوسط انتهاكات جسيمة، أبرزها.
مجازر الأرمن (1915-1917): التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأرمن ضمن عمليات إبادة منظمة.
مجازر اليونانيين والآشوريين حيث تعرضوا لعمليات قتل وتهجير ممنهجة خلال انهيار الدولة العثمانية.
التطهير العرقي في البلقان حيث شهدت شعوب الصرب، البلغار، واليونانيين انتهاكات دموية استخدمت الدولة العثمانية القمع الوحشي لإخماد حركات الاستقلال.
فرض الجزية وخطف الأطفال (الدفشرمة) حيث كانت السلطات العثمانية تجبر العائلات المسيحية على تقديم أبنائها ليتم تدريبهم كجنود إنكشارية، وقطع صلتهم بدينهم وأوطانهم وتكريس إرث العنف والتخلف ومع سقوط الدولة العثمانية، لم تترك وراءها سوى أنظمة قمعية، وتخلف اقتصادي، ونظم استبدادية استمرت لعقود والأسوأ أن بعض الدول لا تزال تعاني من آثار هذا الاستعمار المقنع الذي استنزف مواردها ومنع نهضتها.
إن تصوير العثمانيين كـخلافة إسلامية هو تزييف للتاريخ واستخفاف بالعقول فبدلاً من ن نشر العلم والتقدم، فرضوا القهر والاستعباد وهو ما مهد الطريق لما نعانيه اليوم من أزمات سياسية واقتصادية وعداء للإسلام في دول الغرب لأن الإحـــــــــتلال العثماني جاء في ظرف بدأت فيه النهضة الأوربية والصناعات والابتكار والدول العربية تعاني من الجوع والفقر الذي تركه العثمانيين نتيجة لسياستهم المتخلفة وعلى افتراض كانت الدول الأوربية أحتلت الوطن العربي كان على الأقل تركت بعض الأثر من تقدمها وتطورها كما حصل في البلدان التي أحتلتها سواءً قبل أو بعد الإنتداب في كثير من الدول العربية مثالاً على ذلك الإرث البريطاني في بعض دول المنطقة .