روعة جمال

أنبوب النفط وسرقة العصر

وكالة أنباء حضرموت

اكتُشف أن هناك مصفاة بجانب محطة الكهرباء يتم فيها تفريغ الديزل والنفط الخام المفترض أن يدخل إلى خزانات المحطة الكهربائية عبر أنبوب مخفي. يتم بعدها إخراج النفط من المصفاة بصهاريج نقل الأسمنت السائب إلى مكان آخر لتكريره وتهريبه، في عملية توصف بأنها قمة التغطرس والسرقة.

ما يحدث في حضرموت من سرقة الوطن يجعل العالم يندهش. يجب أن تُبنى جامعة في صنعاء لتعليم فنون السرقة بطرق احترافية تواكب العصر الحديث! فقد كُشف موضوع الأنبوب، لكن لم يُكشف أصحابه بعد، رغم أنهم أعلنوا عن وسيلة نقله. إذا تم التحقيق مع سائقي الشاحنات، فإنهم سيقولون الحقيقة، فالبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير!

لكن لا حياة لمن تنادي. أخشى أن تُكشف الجهات المشتركة في كارثة الأنبوب، أو أشخاص لم نتخيل أنهم سينزلقون في بؤرة الفساد مع الفاسدين. ندعو القائد سالمين فرج البحسني ليضرب بيد من حديد، إذا كانت حضرموت أرضك فعلاً وأهلها أهلك. اليوم الشعب كله خلفك ليكشف السرق والمتنفذين الذين يسرقون حقوقنا.

الغريب ليس في الأنبوب الذي اتضح أنه عملية سرقة من الطراز الأول، بل في عدم العثور على السارقين أو الجهة المسؤولة. هل يُعقل أن لا أحد يعرف من الذي مد الأنبوب ولمن وتحت إمرة من؟ تلك الأسئلة تحتاج إلى إجابة. من سيظهر ليخبرنا بما يحدث في حضرموت التي يفتقر أهلها لأبسط الخدمات ومنها الكهرباء؟

إذا كانت هناك جدية حقيقية لقمع أيادي السرق، فيجب أن نعرف من هم أصحاب الأنبوب. ما نراه اليوم من تستر وتمييع للأمر يدل على التفاوض مع السرق على نصيب القسمة. أخبرونا كم أعطيتموهم نسبة ليغطوا على الأمر؟ اليوم لا مكان للسرق في أرض الجنوب. اضرب بيد من حديد يا قائد الجنوب، والشعب خلفك ولا تنازل عن الحقوق بعد اليوم.

مقالات الكاتب