د. عيدروس نصر النقيب
مليونية سيئون. . .من يقرأ الرسالة
مليونية الهوية الجنوبية التي شهدتها مدينة سيؤون المركز الرئيسي لمديريات وادي وصحراء حضرموت، عصرية الرابع عشر من أوكتوبر الجاري، بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لهذه الثورة المجيدة، جاءت لتبعث مجموعة من الرسائل العميقة الدلالة لمن يجيد القراءة ومن يريد أن يقرأ حقيقة الأوضاع في الجنوب وفي المنطقة العسكرية الأولى على وجه الخصوص.
الرسالة الأولى: وتتمثل في التأكيد على أن حضرموت بواديها وساحلها وصحرائها وسهولها هي جنوبية الهوى والهوية، وأن لا مكان فيها للمحاولات استزراع مشاريع مستوردة غريبة عن تربة حضرموت وطقسها ومناخها، وأن أية مكونات مصنَّعة معملياً، هي مجرد فقاعات تنبذها الجماهير وتعجز (أي تلك المكونات) عن كسب ثقة ما يساوي عدد أصابع اليدين من الأنصار والمؤيدين.
الرسالة الثانية: التأكيد أن المشروع الجنوبي واحد في عدن وحضرموت والضالع وسقطرى ولحج وأبين والمهرة وشبوة، وأن المشاريع التي تستنقص من حق الجنوب في انتزاع حريته واستعادة دولته لا مكان لها ولا مستقبل لأنها لا تصب إلا في خانة مشروع الغزو والاحتلال والاجتياح وما ترتب عليه من مآسي ما يزال الجنوبيون يكتوون بنيرانها حتى يوم الناس هذا.
الرسالة الثالثة: أن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي أمضت ثلاثة عقود بالوفاء والتمام منذ اجتياحها لهذه لمنطقة هي قوة غزو واحتلال ويجب أن ترحل من هذه المنطقة، والأولى بقادتها وأفرادها الذين تقع قراهم ومحافظاتهم وبلداتهم تحت الهيمنة الحوثية أن يتجهوا لتحرير ديارهم بدلاً من البحث عن وطن بديل لهم ولورثتهم داخل حضرموت والمهرة، خصوصاً وأن قائدهم قد خرج وقال أنه يضع في أولوياته إسقاط المشروع الفارسي في اليمن.
الرسالة الرابعة: أن ثروات حضرموت والمهرة وكل محافظات الجنوب، التي ينهبها غزاة 1994م وتحرسها تلك القوات هي ملك أبناء تلك المناطق، وإنها لا يمكن أن تظل تحت هيمنة الغزاة (الناهبيين) في حين يكتوي أبنا مناطق إنتاجها بنيران الحاجة بكل أشكالها، الحاجة إلى الوقود ، الحاجة إلى تنظيف البيئة، الحاجة إلى التنمية، الحاجة إلى الخدمات والحاجة إلى معيشة محترمة تليق بهم كأبناء مناطق منتجة للنفط الغاز والمعادن الثمينة التي لا أحد يعرف أين تذهب عائداتها.
أبو العوجاء القائد الفعلي لقوات المنطقة العسكرية الأولى القادمة مما وراء صحراء ثمود والعبر وحريب والبيضاء، وبعيد انتهاء فعالية سيؤون المليونية ، أطل علينا بحديث يقول فيه أن قوات منطقته العسكرية هي القوة الوحيدة مما تبقى من “الجيش اليمني” وإنها قادرة على التصدي للملايين من أبناء حضرموت الذين حضروا الفعالية، ويقول أن هذه القوات هي من هزمت الإرهابيين وأنها تعطي الأولوية لمواجهة المشروع الفارسي.
قد يكون أبو العوجاء محقاً في قوله أن قواته هي ما تبقى من “الجيش اليمني” إذا كان المقصود قوات الغزو التي اجتاحت الجنوب في العام 1994م وبقيت جاثمة على أنفاس الجنوبيين مذ ذاك، وفي هذا شهادة على ما نقوله على الدوام بأنه لا يوجد جيش وطني يمني، وأن مقولة “الجيش الوطني” هي أكذوبة كبيرة كان الغرض منها ابتلاع المليارات من مخصصات مرتبات الأسماء الوهمية والأسلحة والتغذية والتموين العسكري بمختلف أوجهه والتي تسخر للتجارة ويباع معظمها للجماعة الحوثية، لكن الكذبة الكبيرة الأخرى التي أفصح عنها أبو العوجاء هي قوله أن قواته تواجه الإرهاب في حين يعلم الجميع أن الجماعات الإرهابية ظلت وما تزال تنطلق من معسكرات هذه المنطقة العسكرية وتأوي إليها، والكذبة الأكبر من هذا هي قوله أن قواته تواجه المشروع الفارسي، وكأنه يعتقد أن الناس قد نست يوم إن رفض توجيهات رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور بنقل بعض الوحدات من هذه المنطقة لمؤازرة أبنا حجور الأبطال، الذين قدموا خيرة رجالهم في مواجهة الجماعة الحوثية، وبرفضه لتوجيهات رئيس الجمهورية سقطت حجور بأيدي الحوثيين، وبرهن الرجل أنه حليفٌ وفيٌ للجماعة الانقلابية العنصرية ذراع المشروع الفارسي في اليمن، ولا يحاربها ولا يمكن أن يحاربها، لأنها من أهله وذويه، وهل يحارب الرجل أهله؟؟!!
مرة أخرى لقد بعثت مليونية سيؤون برسائلها لمن له فطنة وعقل لبيب، ليفهم محتواها ومضمونها ومن لم يفهم الرسالة فهو أنما يبرهن على عدم أهليته لتحمل مسؤولية من يقودهم نحو الهاوية المؤكدة التي تتجه إليها البلاد والتي لن تستثني أحداً حتى الهاربين من ديارهم.