حافظ الشجيفي
التحديات الداخلية: خطر المؤتمريين الجنوبيين على القضية الجنوبية
في عالم السياسة، تتنوع الانتماءات والأفكار، لكن هناك فئة تبرز بشكل خاص، تُعرف بالمؤتمريين.حيث يشير هذا المصطلح إلى الأفراد الذين ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح، والذي انتهت حياته بشكل مأساوي او الذين كانوا ينتموا اليه سابقا. لكن المفهوم يتجاوز الانتماء الحزبي ليشمل مجموعة من القيم والسلوكيات التي تميز هؤلاء الأفراد عن غيرهم.
تعريف المؤتمري
المؤتمري هو شخص يتميز بتوجه نفعى واضح، حيث يضع مصلحته الشخصية في مقدمة أولوياته او لنقل فوق كل اعتبار. فهو ليس مجرد عضو في حزب سياسي، بل هو تجسيد لفكرة أنانية بحتة، تسعى لتحقيق مكاسب فردية دون النظر إلى المصلحة العامة أو القضايا الوطنية. يعكس هذا السلوك غيابًا تامًا للمبادئ والأهداف السياسية الواضحة، مما يجعل المؤتمري شخصية غير موثوقة في الساحة السياسية.
السمات الأساسية للمؤتمري
1. الأنانية: يسعى المؤتمري لتحقيق مصالحه الشخصية بغض النظر عن تأثير ذلك على الآخرين أو على المجتمع ككل.
2. غياب المبادئ: يفتقر المؤتمري لأي نوع من القيم الثابتة أو الأيديولوجيات السياسية. فهو يتنقل بين الأحزاب والمواقف بحسب ما يحقق له منفعة آنية.
3. التوجه الربحي: يسعى المؤتمري لتحقيق مكاسب مالية أو سلطوية، مما يجعله عرضة للفساد والارتزاق والابتزاز احيانا.
4. المرونة في الانتماء: يمكن أن ينتمي المؤتمري إلى أي حزب أو جماعة طالما أن ذلك يخدم مصالحه الشخصية. اذ لا توجد لديه ولاءات ثابتة، بل يتجه حيثما تكون الفائدة.
التأثيرات السلبية للمؤتمري
تتجلى آثار هذه الظاهرة في العديد من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية. فعندما تسود النفعية على القيم والمبادئ، تتراجع جودة القيادة وتفشل المؤسسات في تحقيق أهدافها الوطنية. كما أن وجود شخصيات مؤتمريّة في المناصب العليا قد يؤدي إلى تفشي الفساد والمحسوبية، مما يزيد من معاناة المواطنين ويعيق التنمية.
خلاصة القول
إن وجود المؤتمريين الجنوبيين في السلطة أو في المجلس الانتقالي يشكل خطرًا حقيقيًا على القضية الجنوبية. فهؤلاء الأفراد، الذين يتبنون توجهات نفعية، قد يعيقون تحقيق الأهداف الوطنية ويهددون استقرار المنطقة.ومن الضروري أن نكون واعين لهذه الظاهرة وأن نعمل على تعزيز قيادات تلتزم بالمبادئ والقيم الحقيقية للقضية الجنوبية. يجب أن نرفض كل ما يتعارض مع تطلعات شعبنا نحو الحرية والعدالة، ونسعى لبناء مستقبل أفضل قائم على المصلحة العامة والشفافية.