عبدالرحمن سالم الخضر
ايران وإسرائيل والغرب؟
بعد فترة وجيزة من أحداث غزة، بدأت الأحداث تتخذ منحى متشعبًا، مع تحركات مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. لقد أظهرت الحرب في البحر الأحمر وباب المندب بوضوح أن تلك القوى وإيران جعلت من المنطقة ساحة حرب. وقد تم استخدام أحداث غزة كمدخل لتحقيق مآربها، خاصة فيما يتعلق بمصالح إسرائيل على المدى البعيد، تحت أي شعار أو حجة.
تسارعت الأحداث، وبرز خطاب الحرب المستعرة بين إسرائيل وإيران، حيث كان اغتيال زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في قلب طهران أحد أبرز فصول هذه القصة. وقد توعدت إيران بالانتقام لذلك، واستمر الانتظار حتى قامت إسرائيل بتصفية معظم قيادات حزب الله، كان آخرهم حسن نصر الله. أما عن غزة، فتجدر الإشارة إلى أن جرائم الحرب كانت واضحة ولا تحتاج إلى توضيح.
ثم اتجهت إسرائيل لشن حرب مدمرة على لبنان، التي لا تزال مستمرة، حتى بعد غارات إيران على إسرائيل. هذه الغارات لم تتضح نتائجها بعد، ولكن إسرائيل أكدت أنها ستضرب إيران.
هنا تكمن النقطة الجوهرية، حيث تتضح الصورة أكثر. كما يقول نتنياهو في خطاباته، فإن إيران تمثل محور الشر، وأن خطرها أصبح يهدد أمن إسرائيل. لذا، فإن أي عمل عسكري إسرائيلي لن يستهدف المنشآت النووية الإيرانية فحسب، بل سيمتد أيضًا ليشمل اليمن، في ظل مواصلة الحرب على لبنان. وهذا يطرح العديد من علامات الاستفهام حول ما يحدث.
في اعتقادي الشخصي، نحن في آخر الفصول التي ستحدد مدى صدق وجدية الصراع بين إسرائيل والقوى الغربية من جهة، وإيران من جهة أخرى. الأيام القادمة ستوضح أكثر صدق عدائهم أو مؤامرتهم على المنطقة. والسؤال الأهم يبقى: ماذا سيكون موقف حلفاء إيران في كلا الحالتين؟