صلاح العيفري

الأخطار تحيط بنا من كل جانب: مواجهة التهديدات المستمرة في الجنوب

وكالة أنباء حضرموت

في الوقت الذي نعيش فيه مرحلة حاسمة من تاريخ جنوب اليمن، تبدو الأخطار التي تحيط بنا من كل جانب أكثر وضوحاً وتهديداً من أي وقت مضى. إذ أن التحديات لا تقتصر على الحروب العسكرية المباشرة، بل تتعداها إلى حروب سرية ومعقدة، تهدف إلى زعزعة استقرار الجنوب من خلال التضليل، الإرهاب، التجسس، واستخدام الخونة من أبناء الجنوب كأدوات لتحقيق أجندات خارجية.

 

النسبة الكبرى من الشمال، بنسبة تصل إلى 99%، يمارسون لعبة خطيرة وقذرة تحمل في طياتها جوانب متعددة تهدف إلى إضعاف الجنوب. هذه اللعبة تشمل التضليل الإعلامي الهادف إلى تشويه الحقائق، الإرهاب المنظم الذي يضرب في عمق المدن الجنوبية، والتجسس المستمر الذي يعتمد على جمع المعلومات الحساسة حول تحركات القيادات والرموز الجنوبية.

الهدف الأكبر لهؤلاء هو استهداف رموز الجنوب المخلصين، ممن يعتبرون حماة القضية الجنوبية وأبطالها. وقد رأينا على مر السنوات الماضية كيف تم استهداف أبرز قادة الجنوب وأفضلهم، والكثير منهم إما استُشهدوا أو أُصيبوا، بينما يواصل الجنود والكوادر الوطنية الجنوبية تقديم تضحياتهم في سبيل حماية الوطن.

 

ما نراه اليوم ليس مجرد نزاع إقليمي أو خلاف سياسي، بل حرب شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. المخابرات الشمالية تعتمد على آلاف العملاء والجواسيس الذين يتحركون تحت غطاء مزيف، يحملون هويات جنوبية مزورة، ويتظاهرون بأنهم من أبناء عدن. هؤلاء يسعون للتسلل إلى عمق الجنوب والسيطرة على مؤسسات الدولة، بهدف تدميرها من الداخل وزعزعة الأمن والاستقرار.

أحد الأمثلة البارزة على هذه العمليات هو ما حدث مع الإرهابي "عبده البعداني"، الذي حمل هوية جنوبية مزورة وزعم أنه من مواليد عدن ويعمل في وزارة الداخلية في عدن. هذا النموذج ليس سوى غيض من فيض لما يحدث من عمليات التسلل والتزوير التي تهدد المؤسسات الجنوبية.

 

في ظل هذه التحديات، يجب علينا أن نكون على أهبة الاستعداد وأن نراقب بعناية كل من يحاول التسلل إلى مؤسساتنا الوطنية. مراقبة دقيقة ومتواصلة للمهام والمسؤوليات الوطنية هي أمر ضروري، خاصة في ظل محاولات الأعداء المتكررة لاستخدام هويات مزورة للتغلغل في مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية.

يجب علينا أن نتعامل بحزم مع أي محاولات للتسلل، وأن نكون يقظين لتلك العناصر التي قد تتسلل تحت ستار العمل الوطني أو الوظائف الحكومية. الجنوب يمر بمرحلة حرجة، والحفاظ على وحدتنا وترابطنا هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا التهديد الخبيث.

 

الأخطار التي تحيط بنا ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي محاولات مستمرة لزعزعة استقرار الجنوب، وعلينا أن نتعامل معها بالجدية التي تستحقها. هذا الإرهاب الخبيث يجب أن يتم مواجهته بكل حزم وقوة، سواء على المستوى الأمني أو المجتمعي.

وحدة الصف الجنوبي هي السلاح الأقوى في مواجهة هذا الإرهاب. علينا أن نتعاون ونتكاتف لحماية مصالحنا الوطنية، ونتخذ من الحذر والتأهب أسلوب حياة في هذه المرحلة الحساسة. فالأعداء لن يتوقفوا عن محاولاتهم، ولكننا قادرون على التصدي لهم إذا كنا على استعداد لمواجهة كل الأخطار التي تحيط بنا من كل جانب.

ختاماً، الجنوب يمر بأوقات عصيبة تتطلب منا جميعاً أن نكون في قمة اليقظة والحذر، وأن نتصدى لهذا المخطط الخبيث بوعي وحنكة. فالخطر كبير، ولكن إرادتنا أكبر، ووحدتنا هي السلاح الأقوى لحماية مستقبل الجنوب من أي تهديد.

 

مقالات الكاتب