أحمد الجعشاني
فنجان شاي عدني على الكيف
فنجان شاي عدني على الكيف ، يبسط النفس ويعلي المزاج ، تجده في عدن التى تتميز عن غيرها من المدن ، انها مدينة المزاج المختلف المزاج الذي لا يضاهيه شئ ، سمه من سمات عدن التي عرفت اللذة والكيف في صنع الشاي العدني ( الملبن ) عالي المزاج والنكهة و الذوق ، سر لا يمكن أحد أكتشافه الا في عدن ، مدينة البحر والشاطئ وطلعات الشمس الدافئة، و كثرة المقاهي المنتشرة في الشوارع والازقة والاسواق وعلى ضفاف البحر وتحت الجبال ، وكلها تتميز بتقديم الشاي العدني ( الملبن ) أكواب من الشاي العابقة والمثيرة التي تحبس الانفاس المختمرة ،
قبل الخروج من البيت ، دائما ما كنت اتحسس علبة السجائر في جيبي ، وأنا متجه صوب المقهى ماشيا تحت أشعة الشمس في الصباح وهي دانية فوق ألا جساد الشاحبه وهم يرطمون باجسامهم المثقلة ، يملئون المكان الضيق تحت سحب الدخان التى أثقلت الامزجة في نفس الاماكن العتقة ورائحة العرق من الانفاس المهترئة ، يكتمل المزاج العالي ويكون اليوم سلسا ، عندما تجد كوب الشاي أمامك وترى اصعدة الدخان تتلوى صاعدة الى الاعلى ، تعدل جسمك وتطفوا بحبة الدخان من الجيب ، بعد أول رشفة من الشاي العدني أشعل سيجارتي ، واسحب نفسا عميقا ، حتى تعلوا كومة الدخان وترسم سحابة زرقاء تلامس الفضاء ، في لحظات من المتعة والتلذذ وأنت تحلق بعيدا تخترق فيه الزمان والمكان.
في عدن يكون الامر مختلف جدا عن بقية العالم في عدن لاتجد للقهوة ( البن ) مكان في مقاهي عدن ، بل هي عامرة بالشاهي العدني بالحليب ( الملبن ) كل المقاهي في عدن يقدمون الشاهي العدني بالحليب، و في منازلهم وجلساتهم الخاصة والعامه يقدمون لك الشاي العدني بالحليب مع قطعة من البسكويت او الكيك ، أن كنت ضيفا في اي بيت وعلى أي عائلة في عدن ، تميزت عدن عن غيرها من المدن ، مدينه يسكنها البحر والشاي العدني بالحليب .
مفارقة تكاد تكون غريبة وعجيبه في بلاد البن لا وجود لمشروب البن فيها ( القهوة ) ، الا في رمضان او في المناسبات الدينيه ، رغم ان اليمن أشتهرت قديما بزراعة البن اليمني والذي كان يصدر من ميناء المخأ( مكأ ) ثم انتقل الى ميناء عدن، ويعد البن اليمني من أفضل أنواع البن في العالم، وهو مشروب فاخرا و عالميا للضيافة و يتناوله الانسان في الصباح والمساء ويشرب في البيت او المكتب او في المقهى ويسمى القهوة ( كافي ) الا عدن المشروب المفضل فيها هو الشاي العدني بالحليب (الملبن) فهو المشروب المفضل عند أبناء عدن .
حتى في لحظات الطرب و جلسات ألانس و القات والمقيل يفظلون الشاي العدني (الملبن) بعد مضغ القات خاصة أبناء عدن ، ولا زلت أتذكر كيف كان صديقنا ضياء وكيل وزارة الخارجيه لشئوؤن المغتربين ، كان بعد القات يطلب الشاي العدني بالحليب، ولو كان المقهئ في (المريخ) اي يبعد كثيرا وفي أحضاره مشقة ، فيرشف منه رشفة ومع كل رشفة نفس طويلا من سيجارتة ، لاينسى أن يفتح لنا قناة الموسيقى وصوت ام كلثوم ، فيعلوا المزاج ويحلى السمر و الكيف ، أنها عدن مدينة المزاج والكيف الذي لايضاهيه فيه شى .