اياد غانم
الصبيحة وعهد طي صفحات الثأر القبلي الى الابد
نبارك كل المساعي والجهود الجبارة التي من شانها اخماد نار الفتنة وقضايا الثأرات في الصبيحة ، والتوقيع على مشروع وثيقة الشرف القبلي من كافة قبائل الصبيحة من المضاربة وراس العارة وحتى كرش والتي حددت المسؤوليات ، والضوابط ووضعت حدا للاعمال المخلة بامن واستقرار والنسيج الاجتماعي لابناء الصبيحة ، وحملت في مضمونها بانه (اي شخص يرتكب اي جرم او حادث بعد التوقيع على هذا الميثاق يعتبر حادث جنائي فردي يتحمل الشخص مسؤولية نفسه ولا يتم ايواءه او التستر عليه ويسلم للقضاء، والقانون يقول كلمة الفصل فيه وعلى الموقعين الوقوف ضده ) .
وامام هذا الحدث الصبيحة تنفض غبار الفتنة ، وتودع عهد الاقتتال والتناحر القبلي الى الابد ، سيظل حدث كهذا ذكرى خالدة تحكي عنه الاجيال القادمة بانه يوم عظيم لابناء الصبيحة من راس العارة حتى كرش ، يوم غادرت فيه الاذهان مربع وحشية الواقع المرير الذي خلفته الانظمة المتعاقبة الحاقدة على مجتمعنا الى مربع النور .
سبق ان وجهنا دعوة كمبادرة لعمل ميثاق شرف وتحمل نفس المضمون ، الذي حملته وثيقة الشرف المعلنة ، ونالت حينها اعجاب و تأييد الكثير من القيادات السياسية ، والعسكرية في السلطة والانتقالي والمشائخ والاعيان في الصبيحة ممن يهمهم امر ابناء جلدتهم من ابناء الصبيحة وكان ذلك عام 2021م ، ولكنها وقفت امام العمل بها وفرضها كأمر واقع ، واليوم وبعد خروج القائد المناضل الفريق محمود الصبيحي نرى تلك الجهود تتحقق على ارض الواقع وتتحول الى مشروعا يجسد تحقيق التكافل المجتمعي ويعزز من وحدة النسيج الاجتماعي بين ابناء الصبيحة خاصة والوطن الجنوبي عامة.
ندعو ان يعقب هذا اللقاء التاريخي والذي اسهمنا في انجاحه ودعوة كل من تواصل بنا من مشائخ كرش للحضور للقاء الذي عقد صباح اليوم بمنطقة الوهط للتوقيع على ميثاق الشرف القبلي ان يتم تنفيذ برامج ، تسهم في التنفيذ لما تم التوقيع عليه لتعزيز من ثقافة الوعي المجتمعي تجاه نبذ قضايا الثار ، والعمل بجد ومثابرة عبر ائمة ، وخطباء المساجد ، والاعلام لنقل المجتمع الصبيحي من حياة الانغلاق ، الى حياة الانفتاح ، والعيش داخل المجتمع بروح التفاؤل والامل ، والقبول بالاخر ، ومساعدتهم على النهوض بانفسهم ، واستثمار طاقاتهم وقدراتهم ، ومواهبهم من خلال تكثيف عمليات التوعية بمخاطر ، واثار قضايا الثاير والتقطعات والاختطافات .
كل الشكر والتقدير لكافة الجهود التي كانت الى قدر من المسؤولية لتحول الحلم الى حقيقة داعين الجميع الى الاسهام بتنفيذ ماتم الاتفاق عليه عبر الواقع من خلال تنفيذ البرامج والأنشطة التي تنمي قدرات الشباب ، والشابات ثقافيا ، وعلميا ، وتخلق روح التنافس فيما بينهم ، من اجل تغيير الواقع جذريا لسينعكس عليه تحقيق تنمية مستدامة في مجالات عدة للمجتمع الصبيحي ، واخراج جيل قادر على البناء ، والعطاء ، والانتاج مواجها لظروف الحياة منفتحا ينبذ لغة العنف ويدرك مخاطره ، متعايش مع طبيعة كل مرحلة وتطورها .