أ. خالد العاقل
22 مايو 1990 حدثا تاريخيا عظيما ام انه اليوم التي حلت فيه النكبة
22 من مايو 1990 هو تحقيق الوحدة اليمنية او بما يسمى إعادة اللحمة الوطنية اليمنية بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي، او بما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وما تسمى الجمهورية العربية اليمنية.
كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومنذ الإستقلال الوطني 1967 وهي تدعو إلى تحقيق الوحدة اليمنية واعادة اللحمة، عبر كل من تقلد مهامها الرئاسية، وخاصة في فترة رئاسة سالم ربيع علي (سالمين)، وفي عهد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ، الذي يعتبر أعلى سلطة في البلاد، في عهد عبدالفتاح إسماعيل، وعهد الرئيس علي ناصر محمد ، إلى أن وصلت ذروة الدعوة والمصداقية، وتحقيق الحلم الذي كان يراود كل أبناء اليمن، فما كان حلما فقد أصبح حقيقة، وما كان صعبا قد أصبح سهلا في تحقيق الوحدة اليمنية في عهد الرئيس علي سالم البيض الذي وقع تحقيق الوحدة اليمنية الاندماجية، من دون دراسة متأنية لعواقبها السلبية، الأهم والمهم الذي يراود عامة الناس وخاصتهم هو تحقيق الوحدة اليمنية التي طال انتظارها، لمن يكون الشرف في تحقيق الوحدة اليمنية، ومن سيكتب له التاريخ في تحقيق الوحدة اليمنية، لأنها كانت هدف سامي لكل الشرفاء والمخلصين من أبناء اليمن السعيد وخاصة أبناء الجنوب، فتمت الوحدة اليمنية الموقع عليها من أبناء الجمهورية العربية اليمنية الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وعن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الرئيس علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.
الكل استبشر بها خير وأنها سوف تنقل اليمن بشطريه نقلة نوعية من حيث الإقتصاد ودخل الفرد وتحسين معيشة الشعب وتحقيق العدالة والمساوأة بين أبناء اليمن الواحد وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والتطور في مجال التعليم والصحة ومواكبة التطورات التكنولوجية ومواكبة التطورات العالمية في شتى المجالات.
لكن سرعان ما تبددت الأحلام وتحطمت الآمال،
وما حدث بعد 22 مايو 90 غير ما كان مؤمل به، فقد تم قتل الأحلام والآمال التي يتطلع لها الشعبين، أو الشطرين الجنوبي والشمالي، فقد تم الضم والالحاق، و أصبحت الوحدة ك قنبلة موقوتة تقتل بعضها البعض فكم من قيادات سياسية وعسكرية من أبناء الجنوب تم قتلهم، من قبل عصابة صنعاء ، فكل هذه الضغوطات من قتل وإقصاء للكوادر الجنوبية وحرف مسار الوحدة اليمنية، اندلعت الحرب بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومن والاه من مستفيدي الوحدة اليمنية، وبين النائب نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض ومن والاه من أبناء الجنوب، حتى تم إعلان فك الارتباط بين الشعبين الشقيقين، وأنهى ما تم من وحدة غاشمة وظالمة لأبناء الجنوب عامة.
فتم الإعلان عن فك الارتباط في 21 مايو عام 94 من محافظة حضرموت المكلا، من قبل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، وعند اجتياح القوات المسلحة عاصمة الجنوب بالقوة العسكرية، فحينها ومنذ عام 94 فقد تم قتل الوحدة بقوة الحديد والنار، وقمع وسحل كل من يتكلم عن أبسط الحقوق لأبناء الجنوب، فقد تم تهميشهم واقصائهم من وظائفهم وخاصة الوظائف العسكرية وتسريح الجيش الجنوبي بنسبة كبيرة ان لم يكن كاملا وخاصة أصحاب الرتب والقادة العسكريين، فقد تمت معاملتهم مالا يصدقه عقل ولا يتأمله بشر، فقد حدث مالا يرضى الله ولا رسوله ولا إنسان ذو عقل وبصيرة.
فقد أصبح هذا التاريخ 22 مايو يوم شؤم ، يوم النكبة على أبناء الجنوب الذي ما زالوا يتجرعون آلامه إلى اليوم، ويوم ظلم وقهر وإذلال ، ويوم بؤس وندم، وكابوس جاثم على صدورهم، وخاصة أبناء الجنوب الذين تعرضوا لابشع أنواع الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش، ونشر الفساد والرشوة والمحسوبية في مرافق الدولة اليمنية، التي كانت في الجنوب غير معمول بها ولا يقبله اي موظف عادي في الجهاز الإداري لأبسط إدارة في الجنوب، والذي كان يمارس أعلى درجات الإدارة الناجحة في المرافق الحكومية، فتم استبدالها بما لا يقبله أحد من أبناء الجنوب، حتى أصبح الفساد سمة أساسية في المرافق الحكومية.
فلا عجب من أبناء الشارع الجنوب الذين خرجوا عن بكرة أبيهم يلعنون ذلك اليوم الذي تم فيه التوقيع على الوحدة اليمنية، فقد خرج الشارع الجنوبي مطالبا بفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية، والمطالبة بإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن الحبيبة.
فقد أثمر النضال للشعب الجنوبي الذي خرج في عام 2007 بمطالبة تسوية بعض المرتبات وخاصة المسرحين قسرا من القوات المسلحة الجنوبية، وهكذا استمرت الثورة السلمية الجنوبية، إلى أن تم الإعلان عن إستعادة الدولة الجنوبية بحدودها ما قبل عام 90 وعاصمتها عدن الحبيبة، ثم إعلان الحرب على أبناء الجنوب من قبل المجوس الطامعين واعلان الحرب عام 2015 ودافع أبناء الجنوب دفاعا قويا وشجاعا من أبناء الجنوب ودحر القوات الغازية الحوثية العفاشية، فقد لقنوها درسا لن تنساه تلك الجحافل من بني مران.
وفي عام 2017 تم الإعلان والتفويض لحامل القضية الجنوبية واستعادة دولته المستقلة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن، والإعلان والتفويض للمجلس الانتقالي الجنوبي، وحامل القضية الجنوبية،وحامي حماها، المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي .
فنرجوا من إخواننا في الجمهورية العربية اليمنية، من مثقفين وسياسين ومشائخ وقيادات عسكرية، ان يتفهموا.
ماذا يريد أبناء الجنوب؟
غير فك الارتباط وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها (عدن) وحسن الجوار مع الدول المجاورة.
فليس بعد تقديم الآلاف من الشهداء والجرحى من العودة إلى ما كنا عليه سابقا، من وحدة مشؤومة وغادرة وظالمة.
فلا عودة ولا حياة تطيب بين الشعبين الجارين إلا بانفصال الشعبين وفك الارتباط، وإعادة الأمور إلى ما قبل 22 مايو 1990.
فلا تجد اي جنوبي يرى أن الوحدة تستمر بين الشعبين أبدا، فالوحدة ماتت ولا عودة لها أبدا أبدا، حتى ولو يستمر الحرب مدى الدهر، فليس للوحدة مكانا في قلوب أبناء الجنوب وأبناء الشمال الشرفاء.
فخلاصة القول( كان المؤمل والأحلام والآمال التي كانت تراود الشعبين بأن يوم 22 مايو سيكون حدثا تاريخيا عظيما، لكن الذي حدث عكس ذلك فأصبح يوما حل فيه النكبة واللعنة على اليمنيين شمالا وجنوبا وسرعان ما أصبح كابوسا مدمرا لليمنيين).