عباس البخاتي

غيث التميمي .. يلتحق متأخرا بركب التفاهة

وكالة انباء حضرموت

عندما تسود حرية التعبير، وتنعدم القيود المانعة لتبني المعتقدات،  يصبح النقد بلا جدوى فالعقل والمنطق يحكمان بولاية الإنسان على نفسه، وكما يقول تعالى "بل الإنسان على نفسه بصيرة "..
ومن منطلق الفهم الواقعي للآية الكريمة، نجد ان تسليط الضوء على المستوى المتدني الذي وصل إليه، رجل الدين السابق والملحد الحالي المدعو غيث التميمي، لا يعد تشهيرا او اساءة،  بقد ما هو محاولة للتمعن في ظاهرة اخذت بالانتشار مؤخرا.. ورغم أن المحافظة على الاتزان والهدوء، كان السمة البارزة، في سلوكيات بعض النماذجن التي انزلقت في ذات المنحدر الذي هوى به التميمي، لكنه أختلف عن اقرانه، بأنه جعل من نفسه انموذجا " للطشة" على حساب ارثه البيئي والاسري، وثوابته التي "يدعي" انه امضى من سني عمره الكثير للحفاظ عليها.
يعتبر هذا الموضوع شأن من شؤون الرجل واحدى خصوصياته، وهو اعرف بتشخيص مصلحته، لكنه على ما يبدو قد استمرأ المذاق "الطيب" لهذا الانحدار، فبانت عليه علامات الندم على سني عمره التي امضاها في الحاضنة الاصولية المحافظة، والتي جعلته مقيدا عن ممارسة السلوكيات، التي يتبناها عقله الباطني، فصار ضحية صراع غير متكافيء بين عاطفته المنفلته ونزواته وهواجسه النفسية من جهة، وبين الضغوط الاجتماعية التي جعلته مجبرا على مسايرة العقل الجمعي مكرها من جهة أخرى،  وبالتالي انتصر غيث المنفتح الى درجة "الانشلاخ" على غيث التميمي رجل الدين المعروف لأتباع جهة ما في مدينة الكاظمية.
مهما حاول غيث التصنع في مقابلاته وحديثه، لكنه فشل في اخفاء ملامح الندم، على عدم التحاقه بركب التفاهة مبكرا، ولعله كان محقا في ذلك، فقد فاته كثير من الاشياء، التي ماعاد بمقدوره تعويض حرمانه منها، لأسباب جسدية ونفسية، لكن سلوته في هذا الخصوص، قاعدة "أن تاتي متأخرا خير من لا تاتي" وهو الشعار الذي تبناه عمليا في اغلب تصرفاته، فماعاد بياض لحيته حائلا، دون قيامه برقصات خجولة على انغام اغنية وطنية، أو وقوفه بجنب امرأة متبرجة لا نعلم علاقته بها ليقوم بحركات صبيانية، او ما يطرحه في الإعلام من أراء لا تمت بصلة لما كان هو يؤمن به!
ان تصرفات وسلوكيات التميمي والذي دخل  عقده السادس، هي من أفعال الصبية والمراهقين، ممن تفاجأ اغلبهم ببريق الدنيا فانغمس في ملذاتها، آملا من نفسه ان تعينه على التوبة حين يصل عمره الأربعين، فما الذي وجده غيث ليصل الى هذا الحال؟ وهل وضع لنفسه سقفا زمنيا للعودة الى رشده؟ ام ان السبب في ذلك هشاشة الأسس الفكرية التي نشأ عليها؟ فجعلته اشبه بالبغال التي حيرت مالكها، أهي أصيلة فيحسبها على صنف الخيول ام هجينة فترعى في معالف الحمير؟!