أديب الثمادي
رسالة إلى قيادة المجلس الانتقالي لإصلاح قرارات فرضتها طبيعة المرحلة
من المعروف ان الجنوب فرضت عليه الحرب دون سابق تخطيط أو إعداد كمن يصل إلى عرين الأسد فجأة ( الثورة يخططها العباقرة ويقودها الشجعان ويحكمها الجبناء ) مقولة لا تنطبق على الثورة الجنوبية لأن الثورة قادتها وهم من حكموها فمنذُ انطلاقها في 2007 كانت سلمية ( مظاهرات ، اعتصامات ، عصيان مدني ووالخ ) وطوال هذه الفترة استخدم الاحتلال جميع أدوات القتل والحصار والزنازين لتركيع الثوار وإخراج الثورة عن مسارها السلمي ليتسنى لهم ضرب الجنوب ولكن فشلت كل محاولاتهم وقرب نهاية 2014 أقدمت القوات الشمالية الحوثعفاشية على غزو الجنوب لإخضاعه عسكريا وتسليمه للصفوية الإيرانية عبر ذراعها باليمن [ الحوثيين ] فنبرى لهم أبناء الجنوب بكل فئاته شبابه وشيوخه ومثقفيه و... فدارت معارك ضارية دون سابق تخطيط أو إعداد أو حتى تدريب الجنود كل شيء بدأ فجأة فنظم الثوار أنفسهم وفرضت بعض القرارات نفسها ورغم كل هذا تم طرد القوات الشمالية وتحرير الجنوب ووقف العالم مذهولا مما يرى ..
ولأن لكل ثورة سلبيات وإيجابيات فأهم مميزات الثورة الجنوبية
طرد المحتل الشمالي المتمثل بالمليشيات الحوثية
إخراج قوات الحرس الجمهوري ومعسكرات حزب الإخوان
تشكيل قوات عسكرية جنوبية خالصة وبها تم هزيمة المشروع الإيراني بالمنطقة ومحاربة الإرهاب المصطنع الذي كان يعتبر من الجنوب إمارة تابعة للتنظيم ....
أما سلبيات هذه المرحلة فهي تتمثل :
▪️ دخل أبناء الجنوب المعركة دون تخطيط أو تدريب كمن يخرج من داره ليصل إلى فم الأسد مباشرة ولذلك حصلت بعض التعينات التي فرضتها الحرب ونتيجة لهذه القرارات بدأت تظهر بعض الإخفاقات الأمنية وضعف بأداء المؤسسات الحكومية
▪️ بما أن المعركة لم تنتهي فأن الجهات المعادية تستغل هذا الخلل لصالحها تارة بتشجيع عمليات الفساد المنظم وتغذيته خاصه تلك التي يمارسها رموز وقيادات محسوبة على الطرف الجنوبي بالسلطه وتارة بالاغتيالات وقطع الطرقات وممارسة الفساد والمحسوبيه ناهيك عن تعطيل الملاحة وتصدير النفط ووالخ ..
وبعد تسع سنوات من الحرب وغياب الدولة حاليا يقوم المجلس الانتقالي بخطوات ملموسة ولكن لا ترتقي إلى مستوى التضحيات لتصحيح الثورة عبر تأهيل القيادة العسكرية والجنود وعبر إعادة هيكلة القيادة السياسية للمجلس الانتقالي بالمحافظات والمديريات وهذا هو المسار الصحيح وعليه ندعو قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي القائد الاعلى للقوات الجنوبيه المسلحة بالإسراع لتنفيذ هذه الإصلاحات والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وقطع الطريق أمام أعداء الوطن فهم المستفيد الوحيد من هذا الوضع.