محمد بن راشد

ماذا استفادت اليمن من حضارتها القديمة

وكالة أنباء حضرموت

ليس العيب أن تحاول وتفشل، العيب أن تبقى فاشلاً للأبد، هذا هو حال اليمن اليوم.
عندما تجد الأغلبية من الشعب اليمني يتغنى بحضارة الأجداد وآثارهم التي مازالت  شاهده عليهم حتى اليوم، 
هذا يدل على أن الأجداد يمتلكون المؤهلات من علم ومال وفكر، 
ما يجعلنا نشعر بالاستغراب و الخجل، كيف ترك الأجداد كل تلك الآثار في حين بقي الأبناء في الحظيظ والفقر.
قد يدعي البعض أو يرمي بالاعذار على دول الجوار بأنها هي من تؤجج الصراع وتدمر اليمن، 
كيف حصل هذا وأنتم من تقولون أن دول الجوار دول بلا ماضي، وأن نادي التلال أقدم من أي دولة خليجية، 
بهذا التناقض يبقى لدي سؤال:  
كيف جاءت تلك الدول وتطورت؟ 
في حين غالبية الشعب منتظرين خروج المارد من مصباح علاء الدين ليغير حالهم ! 
أليس هذا هو الفشل والجهل والتخلف والغباء

عندها جاءت تلك الدول وتطورت وعانقت الفضاء وخرجت من الصفر إلى المليار، 
واليمن مازال في سالب مالا نهاي، أيعقل أن يكونوا أبناء الحضارة بهذا التخلف والغباء والجهل
أيعقل أن يكونوا أحفاد؛ شمر يهرعش،  وكرب آيل وتر، وأسعد الكامل، وذو نواس و بلقيس واروى، بهذا الضعف والهشاشة والإنكسار. !

أين ذهب الوصف الذي وصفكم به رسول الله إنكم أرق قلوب وألين افئدة، 
أين ذهبت حكمتكم التي يقولون فيكم الإيمان يمان والحكمة يمانية، وأنتم اليوم تتقاتلون فيما بينكم ومنشغلون بصراعات أهليه لا ناقة لكم فيه ولا جمل

ماذا حل فيكم و في دياركم، هل هي لعنه أصابتكم 
أو أعمت عقولكم وابصاركم فأنتم لا ترون إلى شيئاً واحداً وهو القتل والتناحر فيما بينكم.

تباً لكم وللحضارة التي ورثتموها فهي اليوم لا تسمن ولا تغني من جوع 
أخبروني بالله 
ماذا فعلت لكم القلاع والحصون والديار؟
ماذا فعلت لكم التماثيل والاصنام والنقوش؟

لم تعد  إلى أطلال قوماً نجباء 
يبكيها اليوم أحفاد بؤساء

اليوم، اتكلم عن الحاضر؟
هل من تفكير؟ هل من رؤية لديكم؟
ماذا تنتظرون من المستقبل؟ 
ماذا تجمعون للغد؟

يجب اليوم أن تكون للجميع نظرة واسعة فاحصة لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه 
وليكن لكم في جيرانكم قدوتاً ومثالاً في العبقرية والنجاح والتطور
فلا أمل أو نجاة اليوم إلى أن 
يتخلى  الكل مشاريعه الضيقة واهدافه 
التي لا تخدم إلى الأعداء
أن يتخلي الجميع عن عناده وكبره
أن يلقي الكل أسلحتهم جانباً ويستبدلونها بالاقلام والكتب ويتوجهون إلى المدرسة كبيرهم قبل صغيرهم
بهذا يتحقق  النجاح  ويبنى المستقبل  ويسعد الجميع.

مقالات الكاتب