علي أحمد الجفري

معلمونا المظلومون .. صرخة مؤثرة في عالم التربية بمحافظة حضرموت

وكالة انباء حضرموت

لطالما كان المعلمون ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، فهم يعملون بجهد وتفانٍ لتأهيل الأجيال الجديدة وصقل مستقبل الأمة، إلا أن الواقع المرير الذي يعيشه معلمونا اليوم يثير الحزن والأسى، فعندما ننظر إلى حالهم، نرى أشخاصاً مهمشين ومتجاهلين، يعانون من ظروف صعبة في ظل سلطة وحكومة تتجاهل مطالبهم القانونية والمالية. 

إن عدم قدرة المعلم على تلبية احتياجاته الأساسية يؤثر سلبياً في العملية التربوية بأكملها، فالمعلم ليس مجرد شخص ينقل المعرفة والمعلومات، بل هو قائد ومرشد يسهم في تشكيل شخصية الطلاب وتنمية مهاراتهم.، ولكن عندما يعاني المعلم من ضيق الحال وتجاهل حقوقه، فإنه يفقد الدافع والحماسة لتقديم أفضل ما لديه. 

لو كانت التظاهرات التي خرجت اليوم أمام ديوان المحافظة بمدينة المكلا في بلد مسؤوليها يحترمون المعلم، لرأينا استقالات جماعية تعبيراً عن الإحباط والاستياء، فالمعلمون ليسوا لعبة في يد السلطة والحكومة، بل ذوي حقوق وكرامة يجب احترامها.

 إن تجاهل مطالبهم وإهانتهم يشكل إهداراً للمواهب والكفاءات التي تعبوا لاكتسابها على مدار سنوات طويلة من الدراسة والتدريب. إن ما يجري بحق المعلمين المتعاقدين من حجب رواتبهم هو ظلمٌ فادحٌ لا يمكن السكوت عنه، ولا يعتبر فقط مؤشراً على سوء الأمة فحسب، بل تعكس أيضاً فشل النظام التعليمي في توفير بيئة عمل تحترم وتقدر العاملين فيها، فالمعلم يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي يتناسب مع أدوارهم الحاسمة في المجتمع، فما بالك بحقوقه المشروعة والتي لا يتجاوز بعضها ١٥٠ ريال سعودي.. إن عدم تقدير المعلمين يؤثر بشكل سلبي على جودة التعليم ويؤدي إلى تراجع مستوى التعليم وتفاقم الفجوات التعليمية، لذا، يجب على السلطات ان تقوم بصرف رواتب المعلمين المتعاقدين بشكل عاجل وتلبية مطالبهم القانونية والمالية، ويجب على الحكومة أقرار زيادة 4 أضعاف على رواتب الموظفين في القطاع التعليمي، ويجب أن توفر الحوافز المناسبة والرواتب العادلة لتحفيز المعلمين وتشجيعهم على الابذل الأكفاء في مجال التعليم. يجب أن تتم مراجعة السياسات التعليمية وتحسين ظروف العمل وتوفير الدعم اللازم للمعلمين، بما في ذلك التدريب المستمر والفرص التطويرية.

 على الجانب الآخر، يجب أن يكون للمعلمين دور فعال في صنع القرارات التعليمية، يجب أن يتم استشارتهم والاستماع لاصواتهم فيما يتعلق بسياسات التعليم وتطوير المناهج والبرامج، فالمعلمون هم الأقرب للواقع التربوي ولديهم خبرة قيمة يمكن أن تسهم في تحسين التعليم وتحقيق أهدافه. في الختام، يجب أن ندرك أن المعلمين هم أبطال حقيقيون في مجتمعاتنا، يجب أن نقدر جهودهم ونعمل على توفير بيئة عمل تحترم كرامتهم وتلبي احتياجاتهم القانونية والمالية.. إن استثمارنا في المعلمين يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، من خلال تطوير جيل متعلم ومثقف يسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.