أحمد الجعشاني

الفالنتاين بين الحقيقة و ألاسطورة

وكالة أنباء حضرموت

ظل الاحتفال بالفالنتاين على مدى سنوات طويلة . ولا أحد يعرف حقيقة الفالنتاين الذي اتفق الناس أن يسمونه بيوم الحب او يوم عيد الحب . ولا غرابة أن تتحول ألاسطورة من الخيال الى ذكرى سنويه في واقع حقيقي يعيش في الوجدان . وهناك الكثير من الروايات المختلفة عن الفالنتاين التى صاغتها الكتب.  وذكرت فيه الفالنتاين كان الحب محورها وهو ما دعى الناس أن يكون ذكرى الفالنتاين ذكرى للحب بين الناس .
ولاشك أن الذين يحتفلون فيه بعيد الحب . حيث يجتمع فيه العشاق والازواج بتقديم الهدايا لمن يحبون . تعبيرا عن مدى سعادتهم . مع حبيبته او زوجته او صديق او اي شخص تعبر فيه عن مدى حبك . بينما نحن في عالمنا العربي والاسلامي لاتوجد مثل هذه الأعياد. وان وجدت يكثر فيها الجدل والاختلاف بين اوساط اهل العلم وبعض المثقفين . رغم انها قضيه لاتستحق ان يثار فيها الجدل . ولكن نحن دائما ما نبحث عن اوجه الخلاف والقطيعه والابتعاد وشحن البغضاء فيما بيننا . ودائما ما نضع الحواجز والسدود بيننا وبين الآخرين. حتى في الأشياء التي تتسم بالإنسانية والعلاقات الانسانيه . وبذل العطاء والحب والإحسان وبر الناس . وقد اختلف الناس فيه في عالمنا العربي والإسلامي بين هل يجوز للناس الاحتفال فيه او لا يجوز . وفي هذا اليوم هناك من قال عنه انه تقليد للكفرة في دينهم وهناك من قال انه  يوم ليس له صلة بدين او اي عبادة أخرى وانه مناسبة اجتماعيه او سلوك اجتماعي يعزز الروابط الإنسانية بين الناس وخلق جو من الألفة والمحبة بين الناس . وأن التفاعل في العلاقات الانسانيه وبناء العلاقات . هي سمه خير للود والمحبه والألفة في اوساط المجتمع بغض النظر عن الانتماء العرقي بين الناس اكان في اللون او العقيده . ان العلاقات الانسانيه يجب ان تكون مبنيه على الاحترام المتبادل والتودد والتهنئة في احتفالتهم واعيادهم  وتبادل الهدايا .
وحقيقة ان عيد الحب او يوم القديس فالنتاين وهي تكاد نقطة الخلاف عند أهل الدين والعلماء . حيث لايجوز تقليد النصارى والكفار في أعيادهم واحتفالاتهم، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) . وحقيقة أن عيد الحب بدعة توارثها الاجيال منذوا العصر الروماني ، وقصتها كما تقول الاسطورة . و هي الشخصية التي ارتبطت اسمها بهذه المناسبة فالنتاين عيدالحب او يوم الحب وقصة القس فالنتاين التى تحولت إلى أسطورة بين الحقيقة والخيال وأصبح هذا اليوم هو رمز الحب والوفاء والإحسان ورغم كثرة الأساطير التي قيلت عن هذه الشخصية القس فالنتاين إلا إن أثرها بقى على مدى الالالف السنين و من الأساطير التي قيلت عنه كثيرة . يقال انه القس فالنتاين خدم الكنيسة في القرن الثالث ميلادي في روما وأن الإمبراطور منع زواج الشباب قبل التجنيد لأنه يرى الشباب العازب أكثر فعالية من المتزوجين بينما القس فالنتاين يرى أن قرار الإمبراطور كان خاطئ . وكان يزوج الشباب في السر في الكنيسة وحين علم الإمبراطور بذلك قرر إعدامه .
وفي رواية أخرى يقال ان القس فالنتاين كان مسجون وأحب ابنة السجان. وكتب رسالة حب إلى ابنة السجان واعتبر أن تلك الرسالة أول تهنئة او تحية  للحب وسمى يوم حب فالنتاين .
وفي رواية أخرى يرى البعض ان عيد الحب جاء في منتصف فبراير ليوافق عيد اللوبركاليا . وهو مهرجان سنوي يقام فيه تكريم للوبركوس إله الحقول والقطعان . وذلك ضمان الخصوبه للناس والقطعان والحقول .
وفي رواية أخرى أيضا يقال أنه يأتي في منتصف فبراير هو يوم بداية موسم تزاوج الطيور. وهناك الكثير من الروايات والأساطير الكثيرة و المتعددة التي روية عن فالنتاين أو عيد الحب .
وفي مصر خصص يوم 4 نوفمبر للاحتفال بعيد الحب من كل عام كما ذكرت مجلة الاهرام أن الكاتب مصطفى امين في عام 1974 هو من اقترح في صحيفة الاخبار في عموده( فكرة) أن يكون هذا اليوم هو عيد الحب للمصريين.  والسبب أن مصطفى أمين  كان ماشيا  في وسط القاهره في حي السيده زينب . وشاهد جنازة لايسير خلفلها سوى ثلاثة رجال . فاندهش من المشهد فالمعروف عن المصرين يشاركون في جنازات بعضهم البعض . حتى لو كان الميت لم يعرفه احد . فطلب ان يخصص هذا اليوم 4 نوفمبر هو عيد الحب بين المصرين . ليكون نافذة امل للجميع لنفض هموهم وتعبهم والامهم . تغلبا على مشاعر الحزن والكراهية والبغضاء والمعاناة بين الناس .
ولكن السؤال هنا هل يعتبر الاحتفال او التعبير  بهذا اليوم معصية.وهل نحتاج إلى فتوي لتعبير عن مشاعرنا. وهل يجوز لنا الاحتفال باليوم الوطني . وعيد الاستقلال وعيد إلام او يوم الميلاد وغيرها من الأعياد . التي لم تذكر او تكون موجوده في عقيدتنا وديننا الإسلامي .
 مثل يوم المعلم واليوم الوطني وعيد إلام او يوم الميلاد المرء او زواجه  هي مناسبات اجتماعيه ولا الضرر منها فهي تعزز تلك الرابطة الإنسانية وهو أمر إنساني اجتماعي والتهنئة به لا حرج فيه وقيل أن الكلام بين الناس سواء كانو مسلمين او غيرهم من اليهود والنصارى الغير متحاربين يتعاملون معاملة البر المشروع وزيارتهم وتهئنتهم وتبادل الهدايا .
ولعل أن مثل هذه المناسبات الاجتماعية . مثل عيد إلام وعيد المعلم وعيد الحب . قد يكون وجد او اخترع لتعزيز السلوك الاجتماعي و الروابط الإنسانية بين الناس . وأن شئ من الحب يفيد احيانا بعد ان تخلى الناس وابتعدت عنه . ولا نرى غير الحروب والقتل والدمار وقطع الأرحام والسب واللعان في محطات التلفزة وقنوات التواصل الاجتماعي . وافتقدنا إلى الحميمية فيما بيننا وافتقدنا في علاقاتنا الأسرية والحب فيما بيننا ماذا لو قلنا لبعض كلام جميل . ونهنئ بعضنا ونتمنى الخير والسلام للآخر.

مقالات الكاتب