استراتيجية صحيحة حيال النظام الإيراني، الشرق الأوسط والعالم
يشهد العالم بعيون دامعة وقلب حزين الموجة البشعة من الإعدامات داخل إيران والتوسع الكارثي للحرب التي يشنها النظام الملالي في منطقة الشرق الأوسط.
إذا كانت مصالح الحكام العالمية تمنع حتى الأمس من الاعتراف بدور خامنئي وحرسه في توسيع الأزمة، فإن أعمال الكشف التي قامت بها المقاومة الإيرانية لم تترك مجالاً للغموض في أن مصدر الحرب والإرهاب هو بيت ولاية الفقيه في طهران.
لكن هذا لا يكفي. يجب علينا أن نتساءل، ما هي الاستراتيجية الصحيحة لمواجهة التطرف والفاشية التي تحكم إيران؟ هذا هو السؤال الذي يقف اليوم في مركز التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.
بحجة الحرص على السلام العالمي، هناك البعض يحذرون من معارضة الفاشية الدينية واتخاذ إجراء عملي ضدها. وهم يقولون إن أي توسع للحرب واستهداف “رأس أفعى الحرب والإرهاب” في طهران، سيفاقم الأزمة أكثر فأكثر ويجعل الملالي الحاكمين في طهران أكثر جرأة. المحصلة النهائية لهذا المنظور هي المزيد من السلبية والاسترضاء مع خامنئي وذراعه للقمع والإرهاب المتمثلة في قوات حرس النظام.
خطاب مريم رجوي في مؤتمر البرلمان البريطاني
أجابت السيدة مريم رجوي، في مؤتمر عقد في البرلمان البريطاني بحضور أعضاء من مجلسي العموم واللوردات في 31 يناير 2024، على هذا السؤال.
في خطابها عبر الانترنت، أوضحت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية أن الغرب يفتقر إلى استراتيجية واضحة في هذا الشأن، مشيرة إلى الحاجة الملحة لتبني نهج أكثر حزماً ووضوحاً تجاه النظام الإيراني.
إشعال نار الحرب في 7 أكتوبر، الهجوم الصاروخي على باكستان والعراق والهجوم على عشرات السفن في البحر الأحمر عبر قواته الوكيلة، وأكثر من 190 هجومًا على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى إنشاء ممر من إيران إلى سوريا ولبنان لنقل الأسلحة إلى حزب الله وغيره من القوات الوكيلة للنظام، قد زاد بشكل كبير من خطر الحروب الهائلة.
للأسف، تفتقر الدول الغربية إلى استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه المسألة العاجلة. غالبًا ما يتبنون سياسة الاسترضاء منذ الثمانينيات تجاه الفاشية الدينية الإيرانية.
إن سياسة الاسترضاء، التي كان يُفترض بها أن تغير سلوك النظام، لم تفعل سوى جعله أكثر جرأة. بعبارة أخرى، ما يسعى دعاة الاسترضاء لتجنبه قد ساهم في الحقيقة بتوسيع نطاقه. كان من المتوقع أن تؤدي سياستهم إلى الحد من “الحرب والإرهاب”، لكن بدلًا من ذلك، أسفرت عن توسع الحرب والإرهاب.
ما نشهده اليوم في منطقة الشرق الأوسط والعالم هو نتاج السياسة المخزية للاسترضاء التي تبنتها بعض الدول مع النظام الحاكم في طهران. هذه السياسة المخزية وضعت الغرب في موقف المعارض لشعب إيران، وساهمت في دعم النظام في قمع الانتفاضات المتتالية التي قام بها الشعب الإيراني.
الاستراتيجية الصحيحة
الاستراتيجية الصحيحة – كما أشارت مريم رجوي في خطابها – هي إسقاط الملالي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
الهدف من هذه المقاومة هو إرساء أسس جمهورية تعددية وديمقراطية، يتم فيها فصل الدين عن الدولة؛ جمهورية ملتزمة بحقوق الإنسان، والقانون الدولي، والاتفاقيات الدولية. هذا الهدف يمثل بالضبط نقيض الفاشية والتطرف اللذين يجسدهما النظام الإيراني.
دعم هذه الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحرير إيران، سيساهم في جلب السلام والأمن العالميين، وسينهي الإرهاب المتوحش والحروب الدامية والمدمرة في الشرق الأوسط.
أظهرت الانتفاضة في عام 2022، كجزء من سلسلة الانتفاضات الوطنية التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية، عزم الشعب الإيراني على تحقيق هذه الاستراتيجية. وقد أوضحت هذه الانتفاضة أن القوة القادرة على إسقاط هذا النظام جاهزة وقوية. آلاف العمليات التي نفذها شباب الانتفاضة في العام الماضي تدل على فعالية ونجاح هذه الاستراتيجية في الوضع الانفجاري في إيران.
ما سعى إليه أصدقاء إيران الحرة في المؤتمر وقرار البرلمان البريطاني، وكذلك في خطاب 11 وزير خارجية سابق، يتماشى مع دعم المقاومة الإيرانية كمروج لهذه الاستراتيجية الصحيحة.
الحل من أربع نقاط لإيران
لا شك أنه يجب اتخاذ خطوات محددة لدعم هذه الاستراتيجية الصحيحة. السيدة رجوي في خطابها في الجمعية الوطنية الفرنسية، اقترحت حلاً من أربع نقاط يتمثل في:
1- تصنيف الحرس النظام الایراني في قائمة الكيانات الإرهابية، كما طُلب في بيان الجمعية الوطنية الفرنسية في الشهر الماضي والقرار الصادر في فبراير 2021 من البرلمان الأوروبي؛
2- تفعيل آلية الزناد في قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي يؤدي إلى إعادة تفعيل قرارات العقوبات لمجلس الأمن ضد مشاريع إيران النووية؛
3- وضع النظام الإيراني تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتعلق بالأنظمة التي تشكل تهديداً للسلام العالمي؛ 4- الاعتراف رسمياً بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام الملالي