أحمد الحسني

شهيد المحراب.. دماء طاهرة وربيع أخضر

وكالة أنباء حضرموت

   من تراب الغاضريات الممتزج بعبير الدم الطاهر الى محرابك الرجبي، شوق مع النافلة كأشتياق الضمآن الى الندى، ورفقة للعظماء كرفقة الظل الى الشجر جعلت منك ألشبه ألأقرب، باكر النضج بديهي يسعف المواقف، حين كانت ألأمة كالجسد النحيل يصهرها الألم، ويضعفها نزف الجراح، كان لها كفصيلة الدم النادرة ينسجم مع جميعها فيعافيها، ويهبها حياة كرامة وخلود، إبآء ينتمي الى مدرسة الطفوف، أستوعب معاني القيادة وقوتها، فخط على صفحات التأريخ الجديد واقعتة الرجبية، مجد بين أوصاله وأشلائه كبرياء وطن.

  قيادة جمعت في خطابها قرائح العظماء، ومسيرة نحتت الفكر على هامات ألأجيال، وأزاحت عن طريقها أدوات التخبط، وفي المواقف مزقت رداء التناقضات، ومابين أيدلوجية ثابتة من عمق الرسالة، وأستراتيجية واضحة مستوعبة لفكرها، جعل من ميدان أبنائها رجولة بعيدة عن البربرية، فكانت مركز الثقل، وعلى الواقع خصصت للطغاة قسمة الهزائم دائما، دماء ومسيرة ترفض التباكي على الماضي، أو التسليم لما أصابها وحل بها، أو إدارة المواجهة خارج ألأسوار بالإنابة، طالما كانت تواقة الى المجد، كأن بينها وبينه سبب ونسب، وبما أن الطغاة خريف يضرب ألأمة ويخلف فيها جفاف الحاضر والمستقبل، ففي المقابل كانت دماء المسيرة وأبنائها ربيعها الأخضر، الذي ينعش تأريخها وحاضرها ومستقبلها، ويقتلع عن جذورها دبيب الإنتكاسات.

  ومع المحاولات المفرطة وتواطئ الضمير العالمي مع الجلاد، من قبيل من أطلقت على نفسها حقوق ألإنسان، وشطحت بعيداً عن شرف وظيفتها ومهنيتها، لإسكات صوت المظلومية، وجعل أرشيف الطغاة وندائات قادة المسيرة، تركن على رفوف التستر والمزايدات، بعد إن كان الجلاد يجيد معها وإليها سياسة الدفع المسبق، لإجهاض فعل المواجهة عبر تجريد المسيرة من حق الدفاع عن الوطن وألأمة، فقد كانت متاريس وكراديس العلم والفصاحة، قد منحت لنفسها الشرعية وحق أن تكون دمائها العلمائية في المقدمة، وفي طليعة القادة والجند لديمومة المواجهة، وإستئصال الغدة السرطانية التي جثمت وغرست نفسها في جسد الوطن، وأستباحت حقوق وحلم أبنائه بأثر رجعي، فكانت تلك المدرسة الفدى الطاهر وكبش الرسالة الحاضر، في ملحمة رائعة أسرت التأريخ.

إنها فيوضات جمة من تأريخ مسيرتك سيدي، فيغور في ملحمة برقت على صفحاتها إرث عائلي ثر، طالما صفعت وجه الطغاة، أيها الثائر والقائد معاً، ذلك هو نهج الثائرين، الذي رفد مسيرة الأمة بالقوة والمنعة من حصون الفكر ومدارس ألآيات، فتطوف في عالمك الرجبي الأصب أفواج أبنائها لتقيم نافلتها مجدداً بين الركن والمقام، فأليكم قد أنطلق مداد الحروف رافضاً النصب، وعصي على عناء التدوين، شاهراً كلماته بعد أن أسبغ وضوء القلم فيها ليقف على أعتاب الذكرى الأليمة، فعلى روحك ودمك وأشلائك العاشورائية الرجبية، ألف تحية وسلام عليك في الخالدين.

مقالات الكاتب