مجاهدي خلق
الإسترضاء والتطبيع أم العمل على تغيير النظام الإيراني؟!
أثارت الحرب الجارية في الشرق الأوسط جدلاً هاماً حول دور النظام الإيراني فيها، ويرى البعض أن إحجام النظام الإيراني عن الانخراط في حرب مباشرة ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره استعداداً ورغبة في المساعدة في حل الأزمة وإخماد هذه الحرب، وعليه فإنه من خلال قيام المجتمع الدولي بتقديم التنازلات للنظام ينبغي أن يُطلب منه استخدام نفوذه وتأثيره على الجماعات التي تُقاتل بالوكالة وجعلِها تُلقي السلاح.
وخلافاً لوجهة النظر الأولى يرى آخرون أن الاسترضاء والمهادنة مع النظام الإيراني هي المسبب في بدء الحرب وتوسعها في المنطقة.. فهذا النظام نفسه هو قائد عمليات الحرب في المنطقة بأكملها، وتتعهد ميليشياته بتنفيذ الأوامر، أما قول سلطات نظام الملالي المبني على افتراض أن القوات العاملة بالوكالة تعمل باستقلالية فهو ليس إلا حيلة لإرضاء أصحاب سياسة الاسترضاء.
إن التفاوض وتطبيع العلاقات بين النظام الإيراني وبعض الدول العربية ليس إلا مناورات من النظام لخلق فضاء للتنفس، ومما لا ينبغي أن يكون هناك شك فيه هو أن نظام الملالي لا يمكن أن يقيم علاقات سلمية مع دول المنطقة بسبب طبيعته العدائية، ولأن ذلك يتعارض مع توجهات وفلسفة هذا النظام قال خميني في 20 تموز/ يوليو 1988: «إذا نسينا قضية القدس، وإذا تجاهلنا جرائم أمريكا فلن نتجاهل آل سعود، وإن شاء الله سنزيل حزن قلوبنا في الوقت المناسب بالانتقام من أمريكا وآل سعود».
لقد أعلنت لوبيات النظام كثيراً أن تطبيع العلاقات مع إيران سيؤدي إلى السيطرة على ميليشيات نظام الملالي في المنطقة، لكن سرعان ما اشتعلت أزمة أكبر بكثير بإسم حرب غزة في الشرق الأوسط بأكمله، وانتشرت قوات النظام بالوكالة على نطاق أوسع كثيراً حتى في عرض البحر الأحمر، ومما لا شك فيه هو أنه إذا تواصلت نفس السياسة بعد حرب غزة أيضاً فسيتعين علينا أن نتوقع أزماتً أكبر كثيراً بالنسبة للدول العربية التي لا تخضع لسيطرة الملالي.
ويعلم الأشخاص المطلعون على الشأن الإيراني بأن النظام يستخدم بشكل استراتيجي سياسة تصدير الأزمات الداخلية والانخراط في إثارة الحروب الخارجية بهدف الحيلولة دون قيام انتفاضة الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام.
وتهدف تدخلات النظام الإيراني في شؤون البلدان الأخرى من خلال القوات العاملة بالوكالة في الأساس إلى الحفاظ على السلطة وإخفاء الأزمات الداخلية ومنع الانتفاضات التي يمكن أن تهدد حكومته.
وتعمل بعض لوبيات النظام بشكل دائم على التقليل من دور إيران وتصر على أن الحرب الحالية في الشرق الأوسط هي مجرد قضية فلسطينية إسرائيلية، في حين تقول سلطات نظام الملالي بوضوح إن الهدف النهائي للنظام ليس الدفاع عن فلسطين بل الحفاظ على وجود النظام، لقد أكد خامنئي مراراً وتكراراً أن حربنا في سوريا ولبنان وباقي المناطق هي لكي لا نقاتل في طهران وأصفهان وكرمانشاه للحفاظ على النظام، وقد قال ”غلام علي رشيد“ القائد الأقدم في قوات الحرس بوضوح بأن ستة جيوش من بينها حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والحشد الشعبي في العراق هي جيوش منظمة لحماية إيران.
وتثبت الحرب الحالية في الشرق الأوسط ما يلي:
1. إن سياسة الاسترضاء وتقديم التنازلات لإيران هي سياسة فاشلة لا تؤدي إلا إلى جعل النظام أكثر صلفاً ووقاحةً وترويجاً للحروب في المنطقة، ويدفع الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ثمن ذلك.
2. إن السبيل الوحيد لوضع حد لإثارة النظام للحروب في المنطقة هو تبني سياسة حاسمة والإطاحة بالنظام الإيراني في نهاية المطاف.
3. إذا لم تتم هزيمة خطة وبرنامج النظام في الحرب الحالية بالمنطقة فإن الملالي الحاكمين في إيران سيواصلون التوغل أكثر فأكثر في المنطقة وسيشرعون في وضع أيديهم على باقي الدول التي ليست تحت سيطرتهم.
4. الحل الحقيقي للمواجهة مع النظام الإيراني هو في داخل إيران وبيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية المنظمة التي زلزلت أوصال النظام في الانتفاضات الأخيرة، وعلى كل من يريد السلام والاستقرار والتقدم في المنطقة أن يقر بحق الشعب الإيراني بالمقاومة وإسقاط النظام.