سيف الحاجب

أين الاستقلال..!؟

وكالة أنباء حضرموت

لماذا نتحدث عن الاستقلال والحرية في المحافل وحياة الشعب بائسة؟..يتردد صدى مفاهيم الاستقلال والحرية في محافلنا، كأغاني الحماسة التي تلامس أعماق الوجدان. ولكن وسط هذا الجلبة الكلامية، يظل واقع حياة الشعب يندرج تحت طائلة البؤس واليأس. لماذا نستمر في الحديث عن الحقوق والحريات وسط تدهور واقع يومي مرير؟ 
في بساطة الجواب، نجد أن الكلمات تتبخر في سماء الخيبة، بينما يبقى الواقع مظلماً. تصاعد البطالة، وتدهور الخدمات الصحية، وانعدام العدالة الاجتماعية يجعلون الحديث عن الاستقلال مجرد مسرحية بينما يعيش الشعب في واقع بائس.
تتعالى الخطب الزاخرة بالوعود، ولكنها تتناسى لغة الأفعال الملموسة. إن كان الشعب يعاني من الفقر والتهميش، فإن مفهوم الحرية يبدو كبيرًا جداً بالنسبة للكثيرين.، لماذا نتحدث عن الاستقلال وأستاذ الجامعة يمنع الطلاب من الانتماء الوطني ويتعارض مع فكرة الاستقلال الوطني الجنوبي، بل فوق هذ يدرج إظهار الانتماء الوطني في ملف "العنصرية" ومن متى كان حب الوطن عنصرية..؟ فالانتماء الوطني هو جوهر الحب للوطن وانتماء الفرد لدولته وشعبه.، لماذا نتحدث عن الاستقلال وفي بلادنا يتجه مسئولونا ورجال القرار إلى تحويل أموالهم للخارج بكل ثقة وهدوء ودون تحقق أي رغبة حقيقية في بناء وطن مستقل وحر. يتكلمون عن الحرية والعدالة، ويصوغون كلماتهم بطريقة معسولة ووعودهم الزائفة، تبدو كسراب خادع في صحراء الواقع القاسية. فكيف يجرؤون على إطلاق هذه الكلمات من منابر النصب العام، وهم يرتكبون جريمة سرقة ثرواتنا وأموالنا مستغلين نفوذهم السياسي والعسكري هل هناك أي ذرة من العدالة أو الإنسانية متبقية في قلوبهم، أم أنها أصبحت مجرد أجزاء محطمة في آلة الفساد المستشرية
لماذا يفعلون ذلك؟ لماذا يهجرون بلادهم وشعبهم ويفضلون دولة أخرى أكثر نجاحًا وازدهارًا؟، لماذا نتحدث عن الاستقلال وشاب الجامعي الذي ينبض بالمعرفة والإمكانيات، يجد نفسه محاصر في شبكة البطالة القاسية. أحلامه وتطلعاته ترقد في سبات، مكبلة بنظام أجنبي لا يدرك قيمتهم وتجار القات والكهربائيين يحتلون مقاعد السلطة في برلمان.

#سيف_الحاجب

مقالات الكاتب