سيف الحاجب

جدار الانتصار

وكالة أنباء حضرموت

في قلب العاصمة المنكوبة مدينة "عدن"، يقف جدار عتيق يحمل على جدرانه ألم الحرب، ويروي قصة مئات الأرواح المفقودة والمنازل المهدمة والأحلام المحطمة. يشكي الجدار ويلات الدمار والفوضى التي عصفت بالمدينة، تتلاقى على جدرانه آثار القتال، والرصاصات المتناثرة، والمباني المدمرة. يحمل في أعماقه أثقال الألم والحزن، وينقلها إلى كل من يراه، وفي صمته العميق، يحكي قصص الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم، والعائلات التي فقدت محبوبيها. يروي قصص الجراح والألم الذي لا يمكن أن ينسى، والأمل الذي يتلاشى تدريجيًا.
وفي اليوم الذي، حانت لحظة الانتصار. وتمكن أبناء الوطن من تحقيق النصر واستعادة حرية وسلام العاصمة. وكان الجدار شاهدًا على هذه اللحظة التاريخية. فرح الجدار وانبعثت منه أنفاس الحرية التي لا توصف. ثم كُتب عليه"عدن تُنتصر" فوقف هذا الجدار شامخًا يحتفل بانتصارها العظيم. مليئًا بالحياة والبهجة، وكأنه يرقص على أنغام الموسيقى الشعبية الجنوبية الجميلة بصوت الدان الحضرمي والعود اللحجي". يحمل على جدرانه رسومات وشعارات الفرح والانتصار، وكلمات الشكر والامتنان لكل من هلع لنصرة العاصمة والشعب من الاحتلال القادم من الشمال.

سيف الحاجب

مقالات الكاتب