ضياء قدور
لماذا يستمتع النظام الإيراني بقتل المدنيين الأبرياء؟
الطرف الوحيد الذي يستمتع بالمأساة التي تتكشف في غزة هو نظام الملالي في إيران، الذي لا يستطيع قادته حتى إخفاء فرحتهم خلف دموع التماسيح على ضحايا هذا الصراع. ويعتقدون أنهم من خلال القتل والدمار في غزة قد حصلوا على درع لأنفسهم ضد انتفاضة الشعب الإيراني ويمكنهم تأجيل سقوطهم مؤقتا.
خطباء الجمعة، الذين يعكسون آراء المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، يتحدثون صراحة عن "بركات" هذه الحرب للنظام، بل إن بعضهم يقول "إذا لم نواجه اليوم الصهاينة على حدودهم" غداً سيدخلون بيوتنا».
ويصور بعض المقربين من خامنئي قصف أهل غزة بطرق مختلفة على أنه عمل طبيعي بل وضروري.
وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية عن كمال خرازي، وزير الخارجية السابق ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية للنظام، قوله: “بالطبع، اعتاد الفلسطينيون على حياة مصحوبة بالمجازر والجرائم… ولذلك، فهم مستعدون لدفع هذه التكاليف مقابل تحقيق نصر استراتيجي”.
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول، نقل موقع "جمران" الحكومي عن عباس عراقجي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لخامنئي، قوله: "استراتيجية محور المقاومة هي "المقاومة" و"الاستعداد لدفع تكاليف المقاومة". وهذا بالضبط ما تتوقعه حماس والجهاد في غزة.
ومن الواضح أن النظام يضحي بأهل غزة وفلسطين من أجل أهدافه الشنيعة. بل إن بعض صحف النظام تعترف بهذه الحقيقة. وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر، كتبت صحيفة هم ميهن: “قضيتهم ليست فلسطين ولا إسرائيل. قضيتهم هي توسيع السلطة المحلية.
"توسيع السلطة الداخلية" هو تعبير آخر عن "الحفاظ على السلطة والنظام"، وهو ما وصفه روح الله الخميني، مؤسس نظام الملالي، بأنه "الواجب الأكثر أهمية".
إن استخدم الخميني عبارات تتعلق باستخدام الناس كدروع تثبت قسوته ولاإنسانيته. وفي يوليو/تموز 1981، قال خلال خطاب عام: “إذا قدم الكفار مجموعة من المسلمين كدروع، فتخيل أن العراق الفاسد يضع مجموعة من المسلمين كدروع ويقف خلفهم لمهاجمة إيران والاستيلاء عليها. يجب علينا أن نقتل المسلمين والكفار، فيستشهد المسلمون فيدخلون الجنة، والكفار في النار».
الخميني لم يكن يقدر حياة البشر. لكن أبعد من ذلك فإن ما قام به الخميني ورفاقه خلال الحرب العراقية الإيرانية وإصرارهم على الاستمرار فيها بالوسائل الإجرامية هو أوضح دليل على هذا المنطق اللاإنساني.
خلال الحرب الإيرانية العراقية، عندما كان سكان خوزستان يفرون من منطقة الحرب ويبحثون عن ملجأ في مدن ومحافظات أخرى، بما في ذلك فارس وشيراز، وصفهم أئمة صلاة الجمعة بالخونة وحثوا الآخرين على البصق عليهم.
وبمنطق استخدام الدروع البشرية، أرسل النظام الطلاب إلى جبهات الحرب، ولفهم بالبطانيات، واستخدمهم ككاسحات ألغام.
كما أشار محسن رضائي، الذي كان آنذاك ضابطًا عسكريًا كبيرًا في حرس الملالي، إلى هؤلاء الأطفال على أنهم "جنود يمكن التخلص منهم" (للاستخدام مرة واحدة).
وواصل خامنئي، على خطى الخميني، ممارسة استخدام أرواح البشر الأبرياء كدروع.
ولم يتردد في الانخراط في مجازر الشعب العراقي بالسيارات المفخخة، كما لم يتردد في المشاركة في قتل وتهجير الناس في سوريا واليمن.
ولم يبد أي تردد في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية وعلى متنها 176 راكبا، ولم يتردد في مذبحة الشعب الإيراني خلال جائحة كوفيد-19 وحظر استيراد لقاحات كوفيد-19.
وبالفعل، فإن مسار الأحداث يظهر أن دخان الحرب الإجرامية سوف يتبدد في نهاية المطاف، ولن يفلت من الإطاحة به على يد الشعب الإيراني والمقاومة الايرانية.