ناصر المشارع
حسابات حرب غزة من زاوية مصالح القوى الكبرى
إسرائيل في حربها على غزة تجاوزت كل الحدود وأقل مايوصف الوضع هناك ، بحرب إبادة وإرهاب دولة منظم بكل ماتحمل الكلمة من معنى .
قصف المستشفيات ومراكز اللجوء والحصار الجائر مؤشرات قياس لمدى ردة الفعل المبالغ فيها من قبل إسرائيل وإستغلال عامل الوقت لتفادي إنزلاق المنطقة إلى حرب أوسع واطول ،لن يكون بمقدور الكيان الصهيوني تحملها .
لهذا مقدمات الحرب لاتستهدف حماس فقط وإنما بستهدف ماهو أبعد من حماس ك حركة مقاومة لا تمتلك إلا اليسير من القوة مقارنة مع قوة الخصم .
أما بالنسبة للموقف العربي المتراخي فذلك لتيقن العرب أن توقيت الحرب، مشيئة ايرانية ومن خلفها روسيا والصين ولهذه الحرب مابعدها ، أي ما هو أبعد من غزة.
بتفصيل ادق المخطط كبير ومدروس بعناية ،و يتجاوز حسابات الصراع العربي الإسرائيلي وملامحة تبدو في حرب واسعة النطاق ولوقت أطول له علاقة بالصراع بين القوى الكبرى ، بداية لتخفيف الضغط الغربي الأمريكي على روسيا في أوكرانيا ، وبعدها حسابات إقتصادية ومشكلات تعود جذورها إلى الحرب الباردة بين الشرق والغرب ، وإختيار إسرائيل ك بداية هي لأن دولة إسرائيل بالنسبة لأمريكا والغرب تعتبر شرطي المنطقة وحامي المصالح الغرب وأطماعهم في الوطن العربي .
في حال تطورت الحرب،وأظنها قابلة للتطور ستكون لأذرع ايران مهمات محددة،
مهمة حزب الله أشغال أسرائيل في جبهة لبنان إضاقة إلى مهمة توجيه ضربة للأساطيل الأمريكية ، أما مسالة تزويد الحزب بالصواريخ المخصصة للسفن فقد تم خلال الوجود الروسي في سوريا.
مهمة الحوثيين تنحصر في إغلاق باب المندب وتفخيخه بالالغام البحرية، لإعاقة مرور النفط وهذا قد يؤدي إلى إرتفاع جنوني في أسعار النفط وهنا ستبادر أمريكا للتفاوض مع روسيا مجبرة ورغم أنفها.
مهمة الماليشيات في العراق وسوريا مهاجمة القواعد الأمريكية والمناوشة من جبهة الجولان السوري .
في هذه الحالة.سيكون وضع أمريكا وفق قانون لعبة الشطرنج ، كش ملك وخياراتها محدودة.
لكن النتيجة في كل الأحول، هي تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها إلى قضية للمتاجرة من قبل القوى الإقليمية والدولية في ظل موقف عربي عاجز عن فعل شيء ،بعد أكثر من ثلاثة عقود من أشغال العرب بأنفسهم وإخراج دول كانت مؤثرة من خارطة الصراع مع إسرائيل وهذا هو السبب في تخبط الموقف العربي تجاه مايحدث في غزة.
لهذا سنكون أمام أيام عصيبة وسندفع ثمن صراع الدول الكبرى ولن تفيدنا عواطفنا ولا الخطب العصماء لمشائخ جماعات الإسلام السياسي،بذرة الشر إلتي زرعتها مخابرات الغرب في الجسد العربي العليل، للوصول إلى مشهد ظهرت ملامحة.بشكل جلي ونعيشه اليوم على الواقع .