علي ثابت التأمي

العودة إلى المدرسة عودة الروح إلى الجسد

وكالة أنباء حضرموت

بينما الهموم وأثقال الحياة وتردي المعيشة تتهاطل على رؤوس المواطنين ونور السعادة قد أشرف على الأفول إلا أن قبس نور بان شعاعه من بين عتبات المدارس وأوجه الطلاب، فقد سُمع صوت الإذاعة المدرسية في مدرستنا الحبيبة (مدرسة الشهيد محمد ناصر صالح/الرباط) يلجلج في كل نواحي المنطقة فبعث من ذلك القبس نورا وأملا أستقت منه كل الأرواح المنهكة وأينعت معها كل الأوجه الذابلة.

إن رؤية الطلاب بين أسوار المدرسة، والبياض الّذي تتزين به ملابسهم، كفيلًا أن يجعل الأرواح تعيش أجواء من السعادة وتجد لها مستراحا من أوجاع الزمن وويلات الحروب.

لقد عاشت منطقة الرباط بجبل المسلمي اليوم السبت لحظاتاً من السعادة، فقد مزج صباحها وتغريد عصافيرها بصوت إذاعتها المدرسية وأصوات طلابها فتزّينت بربيعٍ عاكس الفصول الأربعة والطقس والمناخ، وانبسج من الفصول الدراسية تجاعيدا كست تلك الأجسام الشامخة عزيمة وإصرار، لا سمنة وانتفاخ تجاعيدًا خلفها أرواحًا عظيمة تصنع الابتسامة رغم تعاسة عيشها، أنها تجاعيد المعلمين الأفاضل، لقد تعايشنا اليوم صباحًا مميزا حتى إشراقة شمسه كانت مختلفة، وشعاعه أرسل لنا ابتسامة ليشاركنا بهج فرحتنا بعودة طلابنا إلى المدارس، أما لسان حال مدرستنا وطلابنا فأنه يقول لا تتركونا فنحن داركم وعماد دولتكم نحن منكم وأنتم منا لا تتركونا، ونعلم جيدًا أي إيلاما تتألم به أرواحكمذه وأي معاناة قد أثقلت بها أجسادكم، ولكننا من دونكم صحاري قاحلة.

لقد فتحت مدرسة الشهيد محمد ناصر -الرباط- أبوابها وعادت لتضيء مجدا علميا وتاريخا ثقافيًا سُطّر بأحرف من ذهب في ألمع صفحات التاريخ، عادت لترسل إشراقة نورها في أوجه طلابها رغم كل العبوس المحيط بها وبوطنها.

في ختام مقالي أوجه شكري وتقديري لمعلمينا الأفاضل صنّاع السعادة وأساس بناء المجتمع، شمعة النور الذي تحترق ليستضيء غيرها على تحملهم عبء الحياة وهموم المعيشة ومشاركة الطلاب مستقبلهم رغم كل هذا العناء، كما أوجه شكري لكل من شارك وساعد في تأسيس الصندوق المدرسي لإعادة فتح المدرسة وندعوهم على مواصلة غيث خيرهم ووقوفهم الشريف مع هذا الصرح العلمي المبارك.

وأوجه رسالتي التي تحمل المحبة والعتاب إلى قيادة مكتب التربية، والسلطة المحلية، والمجلس الانتقالي إلى الالتفاف حول المدارس في ظل غياب تام للدولة، ودعمها بقدر المستطاع،
كما أخص بذلك مكتب التربية بالمديرية بالنظر بعين الانصاف لكل المدارس في حالمين في الحصول على الحقوق والتعامل بالمساواة في كل مايتعلق بسير العملية التربوية والتعليمية لجميع المدارس.

مقالات الكاتب