صالح علي الدويل
الجنوب .. واعادة تسويق الوحدة
جاء الربيع الاخواني/العربي والحالة في "الجمهورية اليمنية" تتراجع الى ماقبل الشعارات العروبية بل والوطنية ، فدخلت في حوار بقضيتين اساسيتين ، مهما علت التاطيرات النخبوية والاسلاموية او النفعية، هما : الشمال بفشل الدولة الوطنية العصبوية والارتكاس او نكسة لها لصالح الطائفية إذ لم يدخل الحوثي حزبا سياسيا له قضية بمشروع وطني بل مليشيا طائفية محددة المعالم والشعار والهدف ، ووضعوا الى جواره قضايا مجتمعية مثل الجعاشنة وزواج القاصرات ...الخ من القضايا ، تقابلها القضية الجنوبية فدخلت قضية ولم يسميها احد حينها مشروعا قرويا ولا جهويا ولا مناطقيا ، ففشل الحوار في حل القضيتين وترتب عليه سيطرة الحوثي على الشمال واعادة سيادة الطائفية المجتمعية والسياسية فيه، فقاوم الجنوب اعادة اجتياحه باعتباره يمني بحكم طائفي ورث يمني بحكم عصبوي مهما كانت "مكيجتهما" والجنوب تاريخيا لايقبل طائفيته
لا مواطنة في وطن من غير حقوق تقابلها ، فتاهيل الطائفية سياسيا ومجتمعيا لتحكم الجنوب بمسمى الوحدة ينتهك اهم حقوق المواطنة التاريخية فيه اما "الخلطة" من وطنية وجمهورية ووالوحدة فاضحوكة بعد عقود من الفشل فصارت الطائفية امرا واقعا يمنيا واقليميا
فرضت القضية الجنوبية نفسها ولم يستجلبها احد للحوار ، لكنهم ناقشوها كما يريدونها لا كما هي ، ففشلوا في حلها ، وما ناقشوا قضايا من قبيل القضية الشرقية او القضية الغربية لشرق اليمن او غربه التي تتردد الان وهدفها صنع مقارنات مهترئة لطمس الجنوب وقضيته وانه شريك في وحدة انهتها حرب ، فانكار شراكته طمس للوحدة وللجمهورية اليمنية فالشريك لم يكن غرب اليمن ولا شرقه ، ولا العصبيات السلالية التي صارت الجمهورية بعد ان ادخلوها حوارهم بشروطها وشعاراتها واعلامها ، والتحالف يتفاوض الان معها
إن التمسك بالجمهورية والوحدة حتى بشكلها الظاهري انتهت ، مجرد مغالطات ، وافرزت الحرب واقعا حوثيا في صنعاء والشمال اسقطهما واعاد عهد الكهنوت وافرزت الحرب ايضا واقعا جديدا في الجنوب فطالما والامر كذلك شمالا ولا يمكن تغييره بل سعي اقليمي لشرعنته فلماذا الاتجاه جنوبا لوسم القضية الجنوبية ومشروعها بالمناطقية والجهوية مع ان الجنوب الشريك الرئيسي في الوحدة التي صارت ايقونه طائفية حوثية والاجتهاد بصنع اصوات موازية من قبيل شرق اليمن وغربه
هناك اكذوبتان يتم تسويقهما للحل هما : الدولة اليمنية الجامعة ، والقيادة القوية ، وهما منتفيتان في حالة صنعاء بعصبويتها السابقة وطائفيتها اللاحقة ، إذ هناك قضايا مجتمعية مزمنة وما حلتها ثورتهم او انقلابهم ولن يحلها حوثيهم والحق الالهي الذي يدّعيه ، امّا القيادة القوية كما يرددون فقد كان عفاش قويا وما صنع الدولة اليمنية الجامعة العادلة التي هي الملاذ الحقيقي بل صنع سلطة فقامت عليه ثورة ، ولو كانت القوة تكفي فقوة الحوثي موجودة لكن القوة معيار بعد حل القضايا الاساسية المتسببة وليس بالتفاف عليها واولاها مسالة موت الوحدة في الجنوب وحكم الطائفة او عصبويتها في الشمال فهما خيار شمالي اما من يظنون ان الوحدة حية وان المسالة قفز بين زورق الوحدة وزورق الانفصال او العكس مهما كان قائد الزورق فليدعوا الشعب في الجنوب لتاييدها ، رغم كل معاناته ، وسيعلمون زيف ما يدّعون.