عبدالرحمن کورکی مهابادي
المحكمة الدولية أو العمل الخالد في تاريخ إيران!
نص القرآن الكريم في الآية 256 من سورة البقرة الآية على أنه "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ". فلماذا لا يكتفي النظام الديني الحاكم في إيران بأنه صاحب مثل هذا السجل الأسود من انتهاكات حقوق الإنسان ويستمر في ذلك رغم التذكيرات والاحتجاجات والإدانات؟!
الجواب على هذا السؤال واضح لكل إنسان وخاصة كل مسلم، نظراً لأن هذا النظام معادٍ للإنسانية وللإسلام!"، وهو نظام قائم على "الإجبار" وهو أسوأ أنواع الدكتاتورية في تاريخ إيران!
لقد اقتحم كل الأحرار، ومن بينهم مجاهدو خلق ساحة النضال والجهاد لاستئصال "الإجبار" من جذوره. هذه هي الرسالة المهمة لليبرالية في إيران والعالم، أي إرساء "الديمقراطية والحرية"، حيث أنها الرغبة الأولى والأساسية لكل إنسان على هذه الكرة الأرضية.
أبطال إيران الوطنيون!
ينبغي تحقيق هذه الرغبة وتحمل تكاليف ذلك مهما كانت. وانطلاقاً من مثل هذا النهج، أسرع بطل من أمثال "علي أكبر أكبري"، أحد أبناء إيلام وإيران الشجعان؛ إلى هذه الساحة. ولهذا يطلق عليه لقب "البطل القومي". حيث أنه قام في 23 أغسطس 1998 بمعاقبة أسد الله لاجوردي، أحد جلادي دكتاتورية ولاية الفقيه السفاحين على ما اقترفت يداه!
فهو الجلاد الذي تلطخت يداه حتى المرفق بدماء المناضلين والمجاهدين، لأنه كان من نفس نوعية خميني مؤسس دكتاتورية ولاية الفقيه ويحمل نفس أفكاره. لقد قيل الكثير عن وحشيته وفساد أخلاقه، ولا يوجد إنسان يؤيده، وهذا في حد ذاته وثيقة تثبت تاريخياً شرعية هذا العمل الخالد الذي قام به هذا المجاهد الشاب.
كان علي أكبر أكبري قد قال: "صدِّقوا أنني متذمر من كل دقيقة ولحظة تعرض فيها كل فرد من مجاهدي خلق للضرب بالسوط. فلماذا يجب أن يبقى الجلاد على قيد الحياة، في حين أنه قد حان موعد معاقبته، خاصة وأن معاقبته هي مهمتنا الأكثر ثورية؟
الشاب الذي انتفض ضد ظلم الملالي واستبدادهم، وعقد العزم على أن يضحي بحياته مثل طائر الفينيق لعيش الآخرين وهو في العشرين من عمره، وأوفى بوعده لشعبه.
وجه الدكتاتورية!
كما شبَّهوا آويشمن بهتلر، شبَّهوا أسد الله لاجوردي بالجلاد خميني. مع الفارق أن خميني قد ارتدى رداء الإسلام والدين أيضاً!
وبعد هذه العملية الخالدة في تاريخ إيران، كتبت صحيفة "جمهورى اسلامي" الحكومية: " كان لاجوردي قائد الهجوم على مجاهدي خلق ...إلخ. لقد وضع لاجوردي حجر الأساس في هذا الطريق، ولم يهدأ له بال لحظة واحدة".
ديكتاتورية تحمل اسم ديكتاتورية خميني!
كان خميني قد قال: "لا يتم إصلاح الإنسان أحياناً؛ إلا إذا أخذوه وأحرقوه حتى يتم إصلاحه!" (خميني. الإذاعة الحكومية - 24 يناير 1985). وعلى هذا المنوال تم التفكير في إنشاء سجن "كوهردشت" المخيف، والمعروف باسم "سجن الألف زنزانة"، بمبادرة واقتراح من لاجوردي. لأنه كان يعتقد أنه بضرورة منع السجين من الاتصال بمن حوله وإبقائه داخل جدران الزنزانة الأربعة حتى يتم سحق مقاومته واستنزافه من آخر الشرارات البشرية، وإجباره على المشاركة في إطلاق رصاصة الرحمة على معبد السجناء الآخرين.
وفي ضوء هذا الفكر، استشهد حتى الآن بموجب فتوي خميني 120,000 إيراني على يد بعض الجلادين من أمثال لاجوردي، وإبراهيم رئيسي، وتُعتبر الإبادة الجماعية لمجزرة أكثر من 30,000 سجين سياسي في عام 1988 جزء من هذه الجريمة النكراء.
نكتة في تاريخ إيران!
أصدرت السلطة القضائية بدكتاتورية ولاية الفقيه مؤخراً لائحة اتهام ضد عدد من مجاهدي خلق، وطالبتهم بتقديم محامٍ للدفاع عنهم! ورغم أن مثل هذا الإجراء ليس جديداً في حكم الملالي ومضحكاً للغاية، إلا أن هذا الإجراء ينطوي في الوقت الراهن على معنى آخر أيضاً، ألا وهو أننا نشهد "المرحلة المصيرية الأخيرة من الديكتاتورية في إيران".
بعد هذا الإجراء مباشرة قال زعيم المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي في رسالة إنه: "يعلن مرة أخرى باعتباره المسؤول الأول عن المقاومة وجيش التحرير الوطني الإيراني في الحرب الأهلية ضد رجعية ولاية الفقيه؛ عن استعداده للمحاكمة أمام أي محكمة وأي مرجع دولي محايد. وأضاف: "لكن إذا تراجع خامنئي واختنق كعادته، واستمر في المطالبة بتقديم محاميينا خلال شهر، فمن المؤكد أن عدد المحامين الخاصين بي يزيد عن 80,000,000 إيراني في الجبهة الشعبية، وخاصة المتمردون ووحدات المقاومة، والشباب المتقاضي من البلوش والعرب والبيشمركة الكردية، وأحفاد ستارخان وسردار حنكل ومصدق في جميع أنحاء البلاد.
جريمة المقاومة الإيرانية!
تتمثل جريمة مجاهدي خلق والأبطال من أمثال علي أكبر أكبري من وجهة نظر الديكتاتورية والسلطة القضائية بولاية الفقيه؛ في معاقبة لاجوردي وأمثاله في الأجهزة القمعية. مَن كان لاجوردي؟
كان لاجوردي قد قال: "سنعدم مباشرة من شارك في المظاهرة، ولن نتردد في ذلك قيد أنملة، كما أعدمنا بالأمس من شارك في مظاهرات اليومين أو الثلاثة أيام الماضية". وكان لاجوردي قد هدد السجناء قائلاً: "يمكنكم توكيل محامٍ، ولكن إذا دافع عنكم أحد، فسيتم إعدامه!". (كتاب الأبطال المقيدين بالأغلال.ص138)
وكان لاجوردي قد قال في مقابلة مع صحيفة "اطلاعات" في مايو عام 1982: "يجب القضاء على كل الجماعات الفاسدة. فعندما يقاتلون النظام الجمهوري، فإنهم يعتبرون محاربون حسبما تنص عليه "الولاية الدينية"، ويجب إعدامهم جميعًا... إلخ. وأرى أنه لا ينبغي أن يشعر أي من فرد من مجاهدي خلق بالأمان في هذا البلد. إذ يجب أن يشعروا دائمًا بالقلق ويعيشون في رعب... إلخ. ولا ينبغي أن يناموا هادئين أو يشربوا قطرة ماء طيبة. لا يجب أن يشعر بالأمان أحد سوى مَن هم من حزب الله.
وكان قد قال أيضاً في حسينية سجن إيفين: "يجب معاقبة جميع السجناء، وإلا فالحكم على الجميع هو الإعدام بموجب فتوى الإمام خميني. كما كان قد قال أثناء استجواب السجناء: "يكفي أن يبقى 5 أفراد فقط من المجاهدين ليزداد عددهم مرة أخرى، ويستخرجون والدنا. يجب أن تُقتلوا جميعاً. وكونكم على قيد الحياة حتى الآن فهذا أمر مؤقت، وسنأتي إليكم جميعًا في الوقت المناسب. لقد أصدر الحاكم الشرعي الحكم الشرعي وهو أن نقيم عليكم الحد حتى تعودوا إلى رشدكم أو تُقتلوا".
الكلمة الأخيرة:
لذلك، يجب في ذكرى هذه العملية الخالدة في تاريخ إيران أن نحيي ذكرى الشهداء وخاصة الأبطال، من أمثال علي أكبر أكبري ورفيقه في النضال، علي أصغر غضنفرنجاد، اللذان أطلقا الانتفاضات بشكل بطولي في إيران، في أحد أحلك أيام إيران، وفي ظل ظروف تتظاهر فيها الدكتاتورية الدينية الحاكمة أمام العالم بالنزعة نحو "الإصلاح" والإيمان بـ "حوار الحضارات". ويصرخ المواطنون الآن بأعلى صوتهم ضد الدكتاتورية ، ونهض العالم لدعمهم، وهدفه الأساسي هو إسقاط النظام وإقامة حكومة وطنية وجمهورية وديمقراطية قائمة على أساس فصل الدين عن السياسة.
نعم، يجب إما محاكمة المجرمين الذين يحكمون إيران أمام المحاكم الدولية وتقديمهم إلى العدالة، أو الاعتراف رسمياً بـ "العمل الخالد في تاريخ إيران" باعتباره "الحل المبدئي" للشعب الإيراني.