خالد الكابر
العنصرية ومناطقية مرض فتاك يقضي على النسيج الإجتماعي
هناك أمراض مزمنة تحتاج إلى رعاية صحية واهتمام كبير ، والصبر أعوام عديدة للمعالجة، لكونها تسبب أضرار فتاكة تفرق وتمزق، وتهدم ولا تخدم في البناء مجتمعاً متجانس متعاون مع بعضه بعضا، ومن الأمراض المنتشرة في أوساط المجتمع مرض أود أن أطلق عليه سرطان المجتمعي وهو العنصرية ومناطقية، هذا المرض لا يحتاج إلى حقنات وريدية ولا عضلية، ولكن يحتاج إلى عقلية بشرية ونفسية ثقافية اجتماعية ، تسودها المحبة والمودة والإخاء والتلاحم الأخوي بين أبناء الوطن الواحد أو بين أبناء المحافظة أو المديرية أو بين أبناء القبيلة الواحدة.
أن المجتمعات الخالية من هذه الأمراض، تتقدم خطوات أمامية نحو التطوير والاستثمار والبناء والتنمية والإعمار، أما المجتمعات المصابة بالفيروس العنصري والمناطقي، تتراجع خطوات للخلف، وتلاعب بها العواصف الرملية،وتاخذها إلى أماكن متفرقة ومجهولة لا تعلم إلى أي اتجاه يكون مصيرها.
ونود نشير بأن المصاب بهذا المرض فإنه لم يدوم طويلاً، وتاخذه أمواج الخلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وترميه على شواطئ الإبحار، وتأكل من جسده كل الحيوانات الضالة، ويصبح جثة هامدة لا حولا ولا قوة له.
كما أشرنا لكم عن حالة المصاب فإننا نؤكد كذلك بأن الجسد السليم الخالي من مرض العنصري ومناطقي، يجد فنون السباحة وسط أمواج البحار والمحيطات ، لكونه سباحاً ماهراً ،لا تستطيع الأمواج العاتية أن تتلاعب به فلديه كل المقومات الأساسية التي تحميه وتوقيه من الغرق.
احبائي مهما فعلنا اللقاحات الصحية للأجساد ،والقلوب مملوءة بالأمراض النفسية، فلن تشفى الاجساد، ولم تراء النور الشفاء، وستظل معلولة بالآفات المرضية..