السبيل لضمان أمن المنطقة من تدخلات النظام الإيراني
نظام مير محمدي
عندما أعرب عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الى لبنان، عن أمله...
اختفى اليوم الثمد من سوق السمك . وهو النوع المفضل عند المواطن في عدن. ربما هو ليس افضل الانواع . مثل الديرك والسخله وغيرها من أنواع الفئة الاولى . الا أنه جيد وطيب المذاق و سعره مقبول للمواطن . والسبب في اختفائه من السوق لا أحد يعلم عن السبب . ولكن الارجح من القول انه تم تصديره الى الخارج . لان المواطن لايقدر على سعره بعد أن ارتفع بشكل جنوني وغير مقبول . من ستة الف ريال للكيلوا قبل اسبوع فقط الى اثناعشرالف ريال للكيلوا . اغلب المواطنين في عدن احجموا عن شراء السمك من السوق .
حتى سمك الباغه الذي هو ارخص انواع السمك . حيث ارتفع سعره وصار يباع الحبه بالف ريال . كان يباع المشك عشرحبات بألف ريال . اصبح سوق السمك عندنا مرتبط بسعر الدولار . متى ما ارتفع الدولار ارتفع سعر السمك والبقية تتبع . لم يجد المواطن له مكانا في هذا الوطن . سوى الانزواء والجلوس في البيت . ويأكل من فتات الخبز وشرب الشاى أن وجد . هذا ما شهدت بنفسي وأنا ازور صاحبي وجاري في الحارة . عندما افتقدت وجوده ولم اعد أراه. كان يمضي كل يوم صباحا الى السوق . يشتري السمك وأحيانا كنت التقيه في السوق . مر أسبوع كاملا لم ارى له حس ولا خبر . كأنه اختفى من الحاره . ظننت أنه مريض او سافر . سألت عنه ابنه الصغير في الحاره . فين أبوك ياولد .. أجابني أنه في البيت . عجبت من الامر فذهبت الى داره ودخلت عليه . وجدته جالسا مقبعا وسط الصاله . في حال يرثى لها وكأن هموم الدنيا نزلت عليه . كان من شكله وحاله يدل أنه ضبحان قرفان من كل شئ . بعد السلام عليه والترحاب منه وأن كان لايحب أراه في هذه الحال السيئه .
سالته عن سر غيابه قال لي .. لايوجد شئ يستحق الخروج لاجله . قلت له لم أراك في الحارة أو تذهب الى السوق كعادتك . في البدايه كان يبرر بأنه مشغول شويه ويتملص في كلامه . عرفت انه يحاول الهروب من الاجابه . ولكن استطعت اقناعه بالكلام وهذ ماقاله . قال يا أخي السوق اصبحت ألاسعار فيه مرتفعة ونحن لم نعد نقوى على الشراء . كما تشوف الحال صعب جدا والراتب لايكفي بقية الشهر . وأنا أكتفيت بالجلوس هنا لا حاجة لنا بالسمك او الدجاج اوغيره من مقتضيات السوق . يكفينا الخبز والشاهي والحمدلله على كل حال . خرجت من دار صاحبي وانأ أتحسر واضرب كفا بكف . وأقول لا حول ولاقوة الابالله وهل وصل بنا ألامر أننا . لا نقوى على الشراء أي شئ من السوق . اصبحت قيمة الاسماك او الدجاج وقوتنا اليومي أكبر من دخلنا الشهري. والراتب اصبح ضيف يأتينا الاسبوع الاول من الشهر ويختفي . خرجت من عند جاري وأنا اتحسر وأندم على ما وصلنا له من ضعف وهوان . جاري هذا كان موظف كبيرا في الحكومه وكنا نعتبره من فئة ذوي الدخل العالي . وتقاعد من سنوات قبل الحرب . لم اتخيل يوما ان حالته ستوء وتكون بهذه المأساة . اذا كيف بقية المواطنين او الموظفين الصغار . كيف حالهم وكيف وضعهم الان . لحظتها شعرت بغثيان أصاب معدتي وحاولت الخروج من الحالة التي وضعت نفسي فيها .
الا أن كثير من الاسئلة ظلت تطاردني . لماذا المواطن هو من يدفع ثمن فساد الحكومه . المواطن يئن ويصرخ من المعاناة في كل شئ . الاوضاع المعيشيه تفاقمت الى درجة غير مسبوقة . ارتفاعات صاروخيه في الاسعار . يعجز الناس عن توفير حاجتهم الاساسيه من الغداء. بينما كبار المسؤولين والسياسيون يعيشون في الخارج وفي بروج عاليه . عجزت الحكومه مرارا عن ضبط الاسعار . لم تستطع حماية المواطن من ارتفاع الأسعار وحماية الوضع المعيشي . أن حال المواطن في عدن يعاني ثمان ساعات تحت لسعة الحر الشديد دون كهرباء . ويعاني في قوته ومعيشته بسبب ارتفاع الأسعار. سؤال أخير أوجه الى الحكومه والمسؤولين في الدوله . الى أين أنتم ماضون بنا اتقو الله فينا انكم مسؤلون عنا وستحاسبون أمام الله . يقول عمر بن الخطاب . لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها . لما لم تصلح لها الطريق ياعمر .