أحمد الحسني
تحالفات فاقدة للذاكرة
يد بيضاء وقيادة فذة، تلك التي تشخص مواطن الضعف والخلل، لقنص أهداف غير واضحة في مشروع تضليلي قائم على الفوضى والإفساد، قيادة تكتشف نقاط القوة وتغلق منافذ الإحباط والضعف، فتوجه سواعد أبنائها في الإتجاه السليم، وتخرس كل دعوة باطل، فتنثني أمامها كل راية ضلال، بحكمة تكشف الغلط وتحاكي الصواب، وتدرك مصلحة الوطن ومستقبل أبنائه ووحدة صفوفهم، قيادة هيأ لها التكليف وإنصاعت لها المسؤولية وحملت آمانتها بشرف، فأوقفت حياتها ودمائها دفاعا عن حياة ألأمة، ثائر عن ثائر ودماء عن دماء، عبروا التأريخ وتركوا بصمات دمائهم عبر صفحاته، فلم تلتفت لأصوات المثبطين.
وأمام كل نازلة وصراع وإحتقان سياسي، كان خطابها الهادئ هو الأقوى والأشد والأوضح بيانا في إرساء قواعد الدولة ونهجها المؤسساتي، والحفاظ على الدماء والتضحيات، والنجاح في خلق رأي عام إقليمي ودولي، وكسر إرادات ومحاولات داخلية خبيثة وخارجية متربصة في نظام الحكم الديمقراطي الجديد، ترمي الى طوق من عزلة سياسية، والتحذير بل شطب أي خطوات تنزلق في تسرع غير مدروس.
وفي مواجهة أخرى لمخططات ومشاريع إعاقة النجاحات وجعل الوطن في متاهة من الإضطرابات، وهدف مريض في إلغاء حلم أبنائه في حياة هادئة على أقل تقدير، فأجهض بحكمته دستوريا محاولات الخانس، والعابث، والمتربص، المتمثل بتحالف ثلاثي مشؤوم لايعرف سوى لغة الدم، ولايؤمن بالدولة ولابمعادلتها السياسية للإجهاز على الوطن، وجره وأسقاطه الى مستنقع الكارثة والمجهول، وهو يُصدّر مظلومية قائمة على الإيهام والحيلة، يهدف في تعريض الدولة وحكومتها الى أتهامات دولية، متترس بتعاطف ودعم أطراف يتيمة سياسيا وشاذة مفلسة، فكان له إنقلابه الفوضوي، ومايزال في ديمومة مشروعه وفق دفع مسبق.
أزاء هذه التحديات، ولمواجهة مكامن ألأخطار، فمن البديهي أن يكون في صدور العقلاء وأدعياء الوطنية من الطبقة السياسية الإطارية، أولوية ورغبة جامحة في رفض التفكك، والإتفاق حول الخطاب وقيادته، إلا أن بدا لليلاهم مايبكيهم في رسم تحالفاتهم وفق مصالحهم، وفقدوا ذاكرتهم!!.
مواقفهم غيبت عنهم يقظة الضمير وتكدرت سلامة عقولهم، وجعلوا من الوطنية أمام الغرض مصطلح ثانوي، ودماء القيادات الشهداء لفظ لا يغنيهم، فشتات الرأي وحلم الغايات، ساقهم الى محارق من الإنشطار والتشضي، طالما ضربوا البديهيات وزهدوا التجربة، فكانوا عميا لا يبصرون الماضي والواقع وآذان لا تسمع صدى الخطر القادم، في سياسة تائهة خلت من ألمبادئ، وتحالفات بلاقراءة وبمستوى مخجل من التخبط، لاسيما أؤلئك الذين أنقلبوا على تأريخ ألأمس من قيادات طارئة جعلوا من أنفسهم برهان من الفشل في تحالفات إنهزامية بعيدة عن الوطن، تجعلهم قادماً صفحة تطوى في ذاكرة النسيان